صعدة برس -
يشهد العديد من المناطق الكائنة بمحافظتي أبين وشبوة، جنوبي وشرقي اليمن، انحسارا مطرداً لنطاق انتشار وتمركز مقاتلي جماعة “أنصار الشريعة” التابعة لتنظيم القاعدة، عقب نجاح القوات الحكومية اليمنية ومسلحي اللجان الشعبية خلال الأسابيع الأخيرة في دحر المسلحين من مناطق تمركزهم المستحدثة بتخوم لودر وأجزاء شاسعة من مدينة زنجبار بأبين وإجبارهم على التقهقر باتجاه مواقع خلفية .

ونسبت صحيفة الخليج الإماراتية في عددها الصادر اليوم الاربعاء لمصادر قبلية مقربة من جماعة “أنصار الشريعة” بأبين القول: أن مقاتلي القاعدة دشنوا عمليات انسحاب اضطراري من بعض مناطق التمركز الرئيسة الكائنة بزنجبار وجعار من جراء تصاعد وتيرة الضربات الجوية خلال الأسبوعين الأخيرين على نحو غير مسبوق، وتصعيد القوات الحكومية المعززة بمقاتلي فرق “اللجان الشعبية” لعملياتهم العسكرية الهادفة إلى تطهير هذه المناطق، وهو ما تسبب في تكبد جماعة أنصار الشريعة لخسائر فادحة في صفوف مقاتليها .

وأشارت المصادر إلى أن مصرع القيادي البارز في تنظيم القاعدة فهد القصع قبل يومين، ومقتل المسؤول المالي في الجماعة في عمليات استهداف جوي لمخابئ جبلية تابعة للتنظيم في كل من أبين وشبوة، دفع القيادة التنظيمية والميدانية للجماعة إلى البدء في تنفيذ خطة وقائية بديلة عن التكنيك العسكري المعتمد المتمثل في توسيع نطاق الانتشار والسيطرة المسلحة ،يهدف إلى تقلص الخسائر في صفوف المقاتلين والمعدات القتالية التي بحوزة ميلشيات الجماعة المسلحة عبر التقهقر باتجاه مخابئ جبلية بأبين وشبوة والانسحاب التدريجي من خطوط التماس الملتهبة مع القوات الحكومية وفرق اللجان الشعبية .

من جهة أخرى كشف قيادي منشق عن جماعة أنصار الشريعة يدعي “أبوزيد اليافعي” في تصريح للصحيفة ذاتها عن تصاعد حالات الانشقاق في صفوف تنظيم القاعدة في اليمن، مشيراً إلى أن الثلاثة الأشهر الأخيرة سجلت انشقاق ما يقدر ب 22 من ناشطي التنظيم بينهم سبعة من القيادات التنظيمية والميدانية البارزة نتيجة احتدام الخلافات حول تقييم نتائج العمليات العسكرية ذات الطابع التوسعي التي دشنها التنظيم وأحداث العنف التي تخللت العديد من الهجمات التي نفذها مقاتلو جماعة “أنصار الشريعة” وتسببت في مقتل مدنيين بينهم نساء وأطفال . واعتبر اليافعي أن ثمة “صراع أجنحة” بدا يستشري في الأوساط القيادية للتنظيم في اليمن .