- سوريا .. والجاهلية الحديثة..!!

الجمعة, 12-أكتوبر-2012
صعدة برس -
*عبداللَّه الصعفاني

* هل أخطأ جورج بوش عندما قال يوماً : مَنْ ليس معنا فهو ضدّنا؟

* في تصوّري أنه لم يخطئ، وإنَّما كان حينها مجرَّد رئيس أمريكي في لحظة تلبُّس للعقلية العربية.. استكثرنا عليه العبارة التي نمارسها على مدار الساعة.

* هذه حقيقة وليست عملية فتح لمنطقة مجهولة.. وساءنا ما قاله : لماذا يكرهوننا؟ مع أنه كان يسأل - فقط - : لماذا الذي يفعله العرب ببعضهم حلال عليهم حرام علينا؟

* قل في بشَّار الأسد ونظامه ما شئت.. فليس بشَّار إلاَّ رئيساً عربياً استيقظ من النوم مرتبكاً من كل ردود الأفعال على فشله في التقاط الحسّ الشعبي المقاوم للعبث والفساد وغياب العدل والاستئثار بالمال والسلطة.

* قل - أيضاً - إنه اختار العمل على تصحيح أوضاع سوريا بالسفر على ظهور سلحفاة غير مثابرة في حقبة تاريخية ليس فيها عاصم من الماء ولا عاصم من أموال النفط.. ولكن أَمَا كان للعرب المستعربة أن يفعلوا شيئاً من المراجعة بأقلّ تكلفة ودونما قفز على واقع أن سوريا مختلفة عن بلدان عربية في كل شيء؟

* هناك في سوريا حزب البعث هو الدولة.. والدولة هي الحزب.. والتداخل يطال المؤسَّسة العسكرية والأمنية والمؤسَّسات المدنية.. والتفكيك لهذا الواقع يحتاج إلى تحطيم كل شيء.. وهذا ما يحدث الآن.

* لم يستوعب معارضو بشَّار الأسد، الذين امتدُّوا من الخنادق داخل سوريا إلى الفنادق خارجها، أن فاتورة رأس الأسد هي الاستنزاف المرعب لسوريا دماءً ومقدرات.. والتراجيديا هنا محلِّيَّة.. حيث لا يبدو في الأفق المنظور ما يسمح بالتقاء فرقاء سوريا حول فكرة وطنهم السوري المنزلق بسرعة إلى الهاوية.

* الطامَّة الكبرى أن حلفاء النظام السوري بالأمس في ضرب العراق هم أنفسهم مَنْ ينفخون في النيران بدعم مالي وإعلامي عنوانه المطالبة برأس بشَّار وتفاصيله إزهاق حياة وإصابة وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين وتخريب مدن وضياع.. ولا استثناء للأطفال والنساء.

* وحتى أصدقاء سوريا لا يفعلون شيئاً أكثر من بقاء الحال على ما هو عليه.. حيث المطلوب أن يكون لروسيا نافذة على البحر المتوسِّط ولإيران عمق تهديدي لخصوم مساعيها للحصول على الطاقة النووية.

* أمَّا الحديث عن جهد عربي وإقليمي ودولي حقيقي فهو محض خيال شرِّير.. حيث الأصل أن يختفي كل جهد وكل شعب وكل دعم وأيّ قرار ما دام لا يصبّ في مصلحة إسرائيل.

* ودائماً.. فتِّش عن الجاهلية الحديثة!


*اليمن اليوم
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 04:07 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-6563.htm