- تمثل القضية الجنوبية في اليمن التحدي الأكبر أمام مؤتمر الحوار الوطني الشامل المزمع عقده الشهر القادم في ظل تعثر المساعي الدولية لإقناع فصائل الحراك..

السبت, 27-أكتوبر-2012
صعدة برس-متابعات -
تمثل القضية الجنوبية في اليمن التحدي الأكبر أمام مؤتمر الحوار الوطني الشامل المزمع عقده الشهر القادم في ظل تعثر المساعي الدولية لإقناع فصائل الحراك، التي يتزعمها الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، بالتخلي عن مطالب الانفصال والمشاركة في الحوار
.

ويرى باحثون ومحللون أن ما يزيد هذا التحدي هو الانقسام في الشارع الجنوبي, وعدم وجود ممثّل سياسي شرعي ووحيد متفق عليه بين أبناء المحافظات الجنوبية يمكن أن يصبح الطرف المفاوض باسم الجنوب.

ويتمحور الخلاف فيما بين الجنوبيين بين فريق يعتبر قضية الجنوب قضية حقوق وتقاسم سلطة بين الشمال والجنوب، ويرى الحل ممكنا بإصلاح منظومة الحكم مع إبقاء الدولة موحدة، وآخر يراها صراعا من أجل الاستقلال يستدعي الانفصال.

ولاحظ الكاتب والمحلل السياسي عبد الناصر المودع أن الجنوب تتجاذبه قوى كثيرة من دعاة الانفصال ودعاة الوحدة ومن بقايا النظام السابق وخصومهم، وهي قوى مبعثرة ومرشحة لمزيد من التبعثر حيث لا يجمعها حزب سياسي أو تيار معين.
وقال للجزيرة نت إن استمرار الصراع في الجنوب وحالة التشظي يشكلان أبرز التحديات أمام مؤتمر الحوار الوطني, ويجعل من الصعب الخروج بحل للقضية الجنوبية.

وأضاف أن مقعد الجنوب في مؤتمر الحوار لن يكون خاليا، وقد يتم ملؤه بجنوبيين من القوى والتيارات التي أبدت استعدادها للمشاركة.

ووفقا للمحلل السياسي نفسه، فإن أي حل للقضية الجنوبية في إطار الوحدة -ويشمل ذلك قبول جزء من نخبة الجنوب بإصلاح منظومة الحكم- سيقابل بالرفض من قبل القوى الانفصالية الرافضة التي ستستمر في الاحتجاج، وقد تجنح إلى التصعيد.

موقف وطني

من جهته، أكد نائب رئيس اللجنة الفنية التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني أن الحوار هو السبيل الوحيد لإخراج اليمن من أزماته بما في ذلك القضية الجنوبية.


وقال سلطان العتواني للجزيرة نت إن القضية الجنوبية ستحظى باهتمام بالغ في مؤتمر الحوار ضمن قضايا أخرى ستُناقش ويُتخذ بشأنها موقف وطني.

ورد على سؤال للجزيرة نت بشأن تيارات الحراك المطالبة بالانفصال، قال العتواني إن باب الحوار ما يزال مفتوحا لها.

وأضاف أن كل القوى مطالبة بوضع ما لديها على طاولة الحوار، وشدد على أن كل من يرفض دعوات الحوار أو يضع شروطا مسبقة للحضور يحكم على نفسه بالعزلة، وسيتم تجاوزه.

خطوات إصلاحية

في السياق ذاته، قال رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة عدن سمير عبد الرحمن الشميري إن إزالة التحديات أمام الحوار لن تنجح ما لم تقم السلطة بالتهيئة له عبر خطوات إصلاحية لكسب ثقة المتحاورين, وإبداء حسن النية قبل دعوة الأطراف الجنوبية إلى المشاركة فيه.

وقال للجزيرة نت إن ثقة معظم الأطراف الجنوبية بنجاعة الحوار ضعيفة, وبالتالي لا بد من تعزيزها، والبدء بتنفيذ المطالب العشرين التي تقدمت بها لجنة الإعداد للحوار الوطني إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي قبل انطلاق الحوار.

واعتبر أن إعادة الموظفين المدنيين والعسكريين والموقوفين والمحالين قسرا إلى التقاعد، وإعادة الممتلكات العامة والخاصة وإطلاق المعتقلين الجنوبيين، وإعلان العفو الوطني الشامل، من شأنها أن تهيئ المناخ للحوار خاصة إذا توفرت رؤية صادقة وأزيلت العقبات القائمة.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 03:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-6877.htm