الثلاثاء, 25-نوفمبر-2008
 - سالم باجميل سالم باجميل -

في تقدير عقلاء الناس في اليمن أن السلطة والمؤتمر الشعبي العام وحلفاءهم من جهة وأحزاب اللقاء المشترك من جهة ثانية وحلفاءهم مدعوون إلى إعادة النظر في رؤاهم ومواقفهم تجاه بعضهم بعضا وتجاه المواطن والوطن في ضوء قيم الوحدة والديمقراطية وكذا البدار في إصلاح الخطاب‮ ‬السياسي‮ ‬والإعلامي‮ ‬الذي‮ ‬أثار‮ ‬غبار‮ ‬التزييف‮ ‬في‮ ‬شتى‮ ‬وجوه‮ ‬الحقائق‮ ‬في‮ ‬الحياة‮.‬


فالنقار السياسي والنفار المصلحي الحاصل في الوقت الحاضر بين من يدعون الشراكة في الوطن والوحدة والديمقراطية والحياة السياسية قد فتح فجوات مخيفة بين أوساط الناس سمحت لذوي الأغراض والأهواء الطائفية المذهبية والانفصالية باستغلالها في العبور نحو المجاهرة بالأخطار‮ ‬والتحديات‮ ‬للأمن‮ ‬والتنمية‮ ‬والوحدة‮ ‬الوطنية‮ ‬والديمقراطية‮.‬

‮ ‬لعل‮ ‬القيادات‮ ‬الحزبية‮ ‬والسياسية‮ ‬تدري‮ ‬أو‮ ‬لا‮ ‬تدري‮ ‬بان‮ ‬أحكام‮ ‬التاريخ‮ ‬أمضى‮ ‬من‮ ‬حدود‮ ‬السيوف‮ ‬إذا‮ ‬صدرت‮ ‬قطعت‮.‬
إلا‮ ‬أنهم‮ ‬سامدون‮ ‬في‮ ‬شقاقهم‮ ‬ونفاقهم‮ ‬غارقون‮ ‬في‮ ‬لا‮ ‬مبالاتهم‮ ‬مستهترون‮ ‬بالعواقب‮.. ‬ولا‮ ‬يجد‮ ‬من‮ ‬بين‮ ‬أوساطهم‮ ‬من‮ ‬يقول‮ ‬لهم‮ ‬بحزم‮ : ‬كفى‮.‬
‮ ‬لا‮ ‬مصلحة‮ ‬للوطن‮ ‬أو‮ ‬المواطن‮ ‬من‮ ‬السير‮ ‬إلى‮ ‬مالا‮ ‬نهاية‮ ‬في‮ ‬المكابرة‮ ‬والمعاندة‮ ‬في‮ ‬العمل‮ ‬السياسي‮.‬

لماذا لا يجرب احترام الأحداث والوقائع في كبيرها وصغيرها تشير بقوة إلى الذهاب إلى الحوار .. بالحوار المؤسس على التقدير والاحترام والثقة بين فرقاء الحياة السياسية ، يمكن تجاوز المعوقات المنظورة في صميم الواقع وعبر الحوار يمكن أن نجد سبلا مؤدية إلى التوافق الذي‮ ‬به‮ ‬نقوى‮ ‬جميعا‮ ‬على‮ ‬رسم‮ ‬مسار‮ ‬الأمل‮ ‬والعمل‮ ‬في‮ ‬الحاضر‮ ‬والمستقبل‮.‬

أما‮ ‬نقطة‮ ‬الانطلاق‮ ‬في‮ ‬الحوار‮ ‬والعمل‮ ‬والنضال‮ ‬المشترك‮ ‬فإنها‮ ‬تكمن‮ ‬في‮ ‬فهم‮ ‬وتغليب‮ ‬مصلحة‮ ‬المواطن‮ ‬والوطن‮ ‬في‮ ‬الرؤى‮ ‬والمواقف‮.‬

فيما مضى قالت العرب : "الحق أبلج والباطل لجلج" وهكذا ينبغي ألاّ يظن احد من قيادات الأحزاب والتنظيمات انه قادر على تجييش الناس في الاتجاه الذي يريد إلى الأبد.. فمزاج الناس يجوز أن يتغير اليوم أو غدا ويتبدل عنهم إلى حصى .. ولا يمكن الاعتماد على الكذب في السياسة‮ ‬إلى‮ ‬نهاية‮ ‬المطاف‮.‬
‮ ‬ماذا‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يجني‮ ‬المواطنون‮ ‬من‮ ‬أتباع‮ ‬سياسات‮ ‬إشعال‮ ‬الحرائق‮ ‬التي‮ ‬ينتهجها‮ ‬بعض‮ ‬قادة‮ ‬الأحزاب‮ ‬والمذهبيين‮ ‬والانفصاليين؟‮!‬

وأي فائدة يمكن اكتشافها من افتعال سياسات المواجهات الفجة مع الوحدة الوطنية والديمقراطية والتعددية ؟! فالواجب الوطني لو كنا نعلم يفرض علينا وعلى غيرنا الانصياع لقواعد الديمقراطية وحب الوحدة مهما كانت الأخطاء في الممارسات إن وجدت.

الصدق مفتاح الفوز والكذب مرتعه وخيم ومن أولى واجبات القيادات الحزبية أن تتوخى الصدق وان تتجنب كل ما كان ذلك ممكنا حتى تكسب حب وثقة الناس .. من الكذب والعبث أن تعمد بعض القيادات الحزبية إلى المساواة أو تفضيل عهود الاستبداد والاستعمار على عهد الوحدة والديمقراطية‮ ‬كمؤثرات‮ ‬دعائية‮ ‬في‮ ‬السياسة‮ ‬والإعلام‮. ‬

ما دمنا نزعم النضال من اجل خير اليمن وإسعاد اليمنيين فلا بأس أن نقول الحق والصدق ولا شيء غير ذلك.. والحقيقة انه مهما كانت منغصات الحياة الحاضرة فإنها أفضل بما لا يقاس من الحياة في عهود الاستبداد الإمامي والاستعمار البريطاني وأعوانهما.

إن القيادات الحزبية والسياسية والجماهيرية تخرج في بلدان كثيرة في مقدمة المتظاهرين من اجل الديمقراطية والانتخابات، فما بال قيادات الأحزاب والتنظيمات في اليمن تخرج على رأس المتظاهرين المطالبين بطرد لجان القيد والتسجيل التي تمهد لانتخابات الديمقراطية؟!
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 11:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-70.htm