- ذكرت مصادر سياسية أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اضطر إلى الاستعانة بقادة دول مجلس التعاون الخليجي التي تربطها علاقات وطيدة بزعماء الحراك ..

الإثنين, 12-نوفمبر-2012
صعدة برس -
ذكرت مصادر سياسية أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اضطر إلى الاستعانة بقادة دول مجلس التعاون الخليجي التي تربطها علاقات وطيدة بزعماء الحراك الجنوبي في الخارج، لإقناعهم بالمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده الشهر المقبل، بعد تعثر طويل دام شهورا.

وقالت لـ(القدس العربي) إن الرئيس هادي بدأ صباح أمس جولة خليجيةـ، تشمل الامارات العربية المتحدة ودولة الكويت وسلطنة عمان، طلبا منها للوساطة في إقناع القادة الجنوبيين للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، حيث تكفل الرئيس هادي شخصيا بملف إقناعهم للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني.

واختار هادي في جولته الراهنة هذه الدول الخليجية الثلاث لما تربطها بعلاقات متميزة مع القادة الجنوبيين وفي مقدمتهم الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض والرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، ورئيس وزراء دولة الوحدة الأسبق حيدر أبوبكر العطاس.

وجاءت هذه الجولة الخليجية لهادي في محاولة أخيرة منه لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني، الذي وقف القادة الجنوبيون حجرة عثرة أمام انعقاده، حيث لن يكون أمامه أي فرص للنجاح في ظل غياب القادة الجنوبيين الكبار الذين يصر بعضهم على المطالبة بانفصال الجنوب عن الشمال، وفك الارتباط عن دولة الوحدة التي تمثل الشطرين الشمالي والجنوبي.

وكانت القضية الجنوبية إحدى المحاور الرئيسية التي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، غير أن قادتها البارزين يقفون الآن أمام محاولات الرئيس هادي لاستئصال بقايا نظام الرئيس السابق، بل ودخل قادة بعض التيارات الجنوبية في تحالف قوي مع صالح، لإفشال كل جهود هادي في استتباب الأمن والاستقرار في اليمن، نكاية بقيادة الثورة الشبابية الشعبية التي أطاحت بصالح.

وذكرت المصادر الرسمية أمس أن رئيس دولة الأمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عقد جلسة مباحثات مغلقة مع الرئيس عبدربه منصور هادي، دون أن تذكر تفاصيل إضافية عن طبيعة محاور هذا اللقاء المغلق، غير أن مصادر خاصة أكدت لـ(القدس العربي) أن هادي ناقش مع آل نهيان مسألة 'ضرورة التدخل السريع في قضية إقناع القادة الجنوبيين للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، كوسيلة للحيلولة دون استمرار تدهور الأوضاع السياسية في البلاد'.

وجاءت هذه الجولة الخلجية لهادي بعد أن استنفد كافة الوسائل لاقناع القادة الجنوبيين، بما فيها استخدام الوسيط الدولي جمال بن عمر، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن اليمن، الذي كان قد اجتمع الشهر الماضي بقادة الحراك الجنوبي في عدن واجتمع قبل يومين بالقيادات الجنوبية في القاهرة وفي مقدمتهم علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس، فيما تغيب عن اللقاء علي سالم البيض، واكتفى بحضور مندبين عنه بصفة شخصية.

وذكرت مصادر إعلامية أن اجتماع بن عمر مع القادة الجنوبيين لم يخرج بنتائج إيجابية خاصة في ظل غياب زعيم التيار المتشدد في القضية الجنوبية المطالب بالانفصال وهو علي سالم البيض.

واشارت إلى أنه في 'الوقت الذي ظهر بن عمر أكثر تفاؤلا للوصول لقناعات تسمح بمشاركة القيادات الجنوبية في الحوار الوطني، بدت القيادات الجنوبية مترقبة ومطالبة بمزيد من الضمانات والرغبة في طرح الشروط المسبقة'.

وذكرت أن أطروحات القادة الجنوبيين في اجتماعهم بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة تتفاوتت بين (الجادة) وبين (الساخرة)، في إيجاد حل جذري للقضية الجنوبية، مع إبداء المرونة من البعض في التعامل مع الوضع الراهن، حيث المواقف متباينة بين تيارات الحراك الجنوبي ذاتها حيال المطالب والشروط للدخول في أي حوار أو تفاوض بشأن القضية الجنوبية.

ونسبت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الرسمية إلى بن عمر قوله 'ان هناك تقدماً فعلياً وكبيراً في العملية السياسية في اليمن .. وهناك تفاؤل بما تحقق نحو الإعداد لمؤتمر الحوار الوطني'.

وأشاد بن عمر بلقاء القاهرة الذي جمعه مع عدد من القيادات الجنوبية في الخارج، وقال 'ان لقاء القاهرة مع القيادات الجنوبية يأتي في إطار المشاورات التي نقوم بها مع جميع الأطراف في اليمن من الشمال إلى الجنوب، واستكمالا للقاءات التي أجريناها مع عدد من قيادات الحراك الجنوبي في عدن'.

ووصف بن عمر لقاء القاهرة بـ(البنّاء والجاد والصريح)، مشيرا إلى مساعيه الحثيثة كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة إلى 'إيجاد صيغة من اجل مشاركة الحراك الجنوبي في الحوار الوطني، ومعالجة القضية الجنوبية بشكل جدي وعادل، وهو محل إجماع'.

وطالب المبعوث الأممي الأطراف السياسية المختلفة في اليمن وفي مقدمتها الجنوبية 'الدخول في الحوار الوطني دون شروط مسبقة.. وان الحوار مفتوح لكافة الأطراف'.

وأكد بن عمر انه سيحرص على تضمين أهم الأفكار المطروحة في الساحة السياسية اليمنية في تقريره الذي سيعرضه على الأمين العام للأمم المتحدة، وسيقدم لمجلس الامن لمناقشته في جلسته التي ستعقد حول اليمن في 28 من الشهر الجاري.

" القدس العربي "
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 10:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-7379.htm