- المبادرة (الإصلاحية) المزنرة

الأربعاء, 14-نوفمبر-2012
صعدة برس -
*عـبـدالـنـاصـر الـمـمـلـــوح
*رفض شوقي هائل مبدأ المحاصصة الحزبية في شغل الوظائف العامة، وانتصاره للكفاءات وأصحاب المؤهلات أياً كانت انتماءاتهم السياسية، أزعج حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي ما فتئت قياداته هناك تطالب (شوقي) بنصيب من الوظائف الحكومية، بعيداً عن المعايير، مشددين على أن المعايير الإدارية، لا تسري على الحالة اليمنية الراهنة، وأن المبادرة الخليجية تعطيهم الحق في المحاصصة الحزبية للوظائف العامة.

* أحد مشايخهم انتفض صائحاً في وجه المحافظ "لسنا في شركة حتى نتحدث عن المواصفات والمقاييس ومعايير الكفاءة وما إلى ذلك، نحن تحكمنا مبادرة سياسية" وتابع "المبادرة الخليجية تمنحنا الحق في المحاصصة، وبالتالي فمن حقنا أن يكون لنا عدد معين من الوظائف القيادية دون النظر إلى أية معايير أخرى غير الحزبية".

سلوك الإصلاح اعتدنا عليه فهو لا يرى من أية اتفاقيات إلا ما هو له، وينظر للمصلحة الوطنية العليا من خرم إبرته، ومع هذا فهل المبادرة الخليجية تكفل المحاصصة للإصلاح في تعز وتمنحه كل الحق في السيطرة الكاملة على الوظائف القيادية المدنية والعسكرية في المحافظات التي آلت قيادتها إليه، رافضاً العمل بمبدأ المحاصصة الحزبية أو الاحتكام لمعايير الكفاءة والمؤهل؟!

*ففي محافظة عدن مثلاً سارع الإصلاح بإقالة مدراء المديريات هناك واستبدلهم بآخرين من أعضائه، وعلى حد قول أحد (العدنية) يكفي لهذا أو ذاك أن يحصل على "تزكية" ليكون مديراً عاماً في يوم وليلة، في خور مكسر أو في التواهي...إلخ، كما هي التزكية جعلت من وحيد رشيد محافظاً لمحافظة لا يزال ساستها ومثقفوها يعيشون وقع الصدمة وهم يشاهدونه- مع احترامنا لشخصه- يتبوأ دفة القيادة لمدينة لا تحتاج لمثل هذا النوع.. ويتذرع الإصلاح أيضاً أمام منتقديه في عدن حتى من شركائه في المشترك بأن المبادرة الخليجية هي من تمنحه هذا الحق، مملحاً إياها بخطاب ثوري يبرر به كل ما يقوم به من ممارسات إقصائية، والسؤال: هل لدى الإصلاح نسختان من المبادرة الخليجية، بحيث تمنحه الأولى حق المحاصصة الحزبية في الوظائف القيادية في تعز، في حين تمنحه النسخة المخبـأة كل الحق في الاستحواذ على الوظائف القيادية في عدن؟!!

لا توجد نسختان من المبادرة وإنما لدى الإصلاح ازدواجية مقيتة تجعله أيضاً يصف الأعمال التخريبية في تعز بأنها "ثورية" مستنكراً أية محاولة يقوم بها الأمن لضبط الأوضاع وإعادة الاستقرار والهدوء إلى المحافظة، والعكس في عدن التي يتولى هو قيادتها، حيث نراه يشدد على ضرورة أن تضطلع الأجهزة الأمنية بواجباتها، وحين اقتحمت قوات من الجيش والأمن ساحة الشهداء في المنصورة وقتلت 13-15 شاباً من أنصار الحراك سارع الإصلاح إلى الإشادة بالجنود البواسل، قائلاً إن القتلى "بلاطجة، محششون، سكارى، يعملون على زعزعة الأمن والاستقرار لصالح أعداء الثورة". ويبقى الأهم.. هل علينا أن نقبل هذه الازدواجية التي تدفع البلاد يومياً باتجاه الكارثة حتى لا يغضب حمد أو ينزعج السيد جمال بن عمر؟.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 08-مايو-2024 الساعة: 12:43 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-7513.htm