صعدة برس-متابعات - كتب: رائد صالح النينو
خلال مده لاتتجاوز ثلاثة ايام سيطر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش ) على عدة مدن عراقية من الموصل شمالاً الى تكريت في الوسط , ويعلن متحدث بأسم داعش عن الاستعداد للزحف نحو العاصمة العراقية بغداد .. وشكل الحدث صدمة ومفاجأة للعراقيين والقوى الاقليمية والدولية , وظلت تراقب وترصد الاحداث بأهتمام , وفي تصريحات الرئيس الامريكي اوباما ووزير دفاعة دليل على اهمية الحدث وحجم الصدمة ..
واعلان الرئيس الامريكي بعدم ارسال قوات امريكية الى العراق , هذا يؤشر على ان امريكا استوعبت الدرسين الافغاني والعراقي كما انها تغض النظر عن الحدث وقد تكون مستفيده منه وسوف تديره بأدوات محليه واقليمية .
حين سيطر تنظيم داعش على الموصل ثاني اكبر المدن العراقية , تسأل الكثيرين كيف سيطر عليها بهذه السرعة ؟ وكان من الافضل قلب السؤال واعادة صياغتة بحيث يكون , لماذا اتاحت القوات العراقية المتواجدة في المدينة وحولها لتنظيم داعش السيطرة على الموصل ؟
وامام ماحدث برزت العديد من الاسئلة اختصرها في السؤال , لماذا حدث ذلك وماهي الاهداف الحقيقية ؟ يبدو لي ان قرأة حدث سيطرة داعش على عدة مدن عراقية , تحتمل عدة اهداف وسيناريوهات ليست ببعيدة عن الاحداث في المنطقة ومرتبطة بمصالح وصراعات قوى محلية واقليمية ودولية .. منها :-
1 – خلط الاوراق سياسياً وامنياً وفرض واقع جديد على الارض , وهذا ليس بعيد عن صراع القوى المحلية العراقية وفرض سيطرتها , وخصوصاً ان نتائج الانتخابات التي صارت مؤخراً لم تحسم الآمر بعدم حصول طرف على الاغلبية , وسبق ذلك صراع بين هذه القوى وخصوصاً بين رئيس الوزراء المالكي وانصاره ضد معارضية في حرب الانبار والذي اخذ شكل صراع مذهبي بين السنة والشيعة .
وفي هذه المواجهة اراد كل طرف فرض هيبته خصوصاً قبل الانتخابات , وهذا الصراع لم تكن بعيده عنه قوى محلية اخرى ( سنية وشيعية وكردية .. ) وان لم تكن مشاركة في الحرب بشكل مباشر الا انها ارادت الاستفادة منها واستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية , كل ذلك ليس بعيد عنه قوى اقليمية ودولية جعلت من العراق والمنطقة ساحة لأدارة صراعاتها وتصفية حساباتها ..
2 - تمرير مشروع تقسيم العراق الى ثلاث دول ( سنية , شيعية , كردية .. ) .
3 - لفت الانظار الى العراق وابعادها عن الاحداث في المنطقة وخاصة سوريا لتنفيذ مخطط لتغيير موازين القوى لصالح طرف في الصراع عبر صفقات بين قوى اقليمية ودولية ..
4- اعادة تشكيل وتقسيم المنطقة على اسس مذهبية وعرقية , والسماح لداعش السيطرة على المناطق السنية من العراق الى سوريا ,, ثم التخلص منه .
5 – ان ماحدث هو جزء من اوراق الضغط في المفاوضات حول الملف النووي الايراني , وفي التصريح الايراني الموجه الى امريكا حول الحدث والذي فحواه.. ( يمكن التفاهم حول الاحداث في العراق ) مؤشر على ذلك .
6 – التهيئة للبدء بحدث اكبر في المنطقة , واسرائيل ليست ببعيده عنه ومستفيده منه .
كل الاحتمالات السابقة لاتنفي احتمال ان تنظيم داعش وجد الفرصة سانحه للسيطرة على الارض لعدة اسباب منها : ضعف الدولة العراقية , انشغال مراكز القوى بالتصارع على السلطة , الفوضى الامنية .
|