صعدة برس-متابعات -
تواصلت، لليوم الثالث على التوالي، في العاصمة صنعاء، المظاهرات والاعتصامات الاحتجاجية، في الوقت الذي تترقب فيه الأوساط ما يمكن أن تؤول إليه الأمور، مع اقتراب انتهاء المهلة التي وجهها زعيم جماعة الحوثيين للحكومة غداً الجمعة لإلغاء قرار الجرعة.

وشهدت العاصمة صنعاء، عصر أمس، مسيرة حاشدة، طالبت بإسقاط الجرعة وحكومة الوفاق وتشكيل حكومة إنقاذ وطني من الكفاءات والخبرات، حسب بعض المشاركين فيها، وانطلقت المسيرة التي شارك فيها الآلاف من المتظاهرين من ساحة التغيير في شارع الجامعة بمنطقة شيراتون حيث تم تلاوة بيان المسيرة، والذي تحدث عن تمسكهم بالمطالب التي أعلنها زعيم الحوثيين، واستمرارهم في خيارات التصعيد حتى تحقيقها.

وقال البيان إن "تجاهل حكومة-من سموها بـ- المحاصصة لمطالبكم العادلة والمشروعة، إنما يؤكد من جديد مدى استخفافها بشعبها وعدم اكتراثها بمعاناته، وأن لجوءها للخارج واستقواءها به على شعبها يمثل خيانة وطنية وجريمة لا تغتفر بحق هذا البلد وأهله".

واعتبر البيان "أن تدخل الدول العشر في الشأن اليمني وبصورة سافرة لخدمة مجموعة من النافذين والفاسدين وعدم الالتفات إلى الملايين التي خرجت لرفض جرعة الموت، ورفض بقاء الحكومة التي أجمع العالم كله على فشلها وسوء إدارتها".

وتابع البيان "أن كل ذلك إنما يؤكد مدى الخطر الذي يتهدد بلادنا نتيجة الارتهان للخارج والمؤسسات الدولية التي لم تقف يوماً في صف الشعوب، ولا مع المستضعفين عبر تاريخها، والتي ما زالت تتجاهل المعاناة الكبيرة للشعب الفلسطيني، بل وتدعم قاتليه بكل الصور وفي جميع المجالات"، حد قول البيان.

واستطرد البيان: "أن الشعب اليمني لا يعول عليكم ولا ينتظر الإذن منكم ليخرج مطالباً بحياة كريمة يحياها في وطنه وعلى أرضه، وأنتم من تخذلون الشعوب المظلومة دائماً، وتقفون مع الظالمين والمتسلطين لأنهم عبيد أذلاء بأبوابكم وعلى موائدكم"، بحسب البيان.

واعتبر البيان أن خطاب الدول العشر "متعال" و"يتجاهل مطالب الشعب ولم يتعرض لذكر أسباب معاناته وخروجه السلمي والحضاري لرفض قرار الإعدام الجماعي بحقه".

واختتم البيان بالقول: "لذا فإن الشعب يرفض تدخلاتكم ويعلن إصراره على مطالبه بكل عزم وثبات، وها هو يقولها مجدداً لتسمعوها جميعاً: أولاً: إلغاء جرعة الموت الباطلة. ثانياً: إسقاط الحكومة الفاشلة. ثالثاً: تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل".

كما رفعت لافتات تندد بـ"سياسة التجويع والفقر" الناتجة من الجرعة السعرية وارتفاع أسعار المشتقات النفطية، حسب تعبيرهم.

وقالت لـ"الأولى" مصادر فيما يسمى باللجان المنظمة للمسيرة، إن الاحتجاج هدف إلى "توصيل رسالة لجميع أبناء الشعب اليمني للاصطفاف ضد قرار الجرعة". وأضافت أن المسيرات في صنعاء تأتي بالتزامن مع خروج مسيرات في عدد من المحافظات الجمهورية للتأكيد على مطالب الشعب وخياراته بإسقاط الحكومة وإلغاء الجرعة، مشيرة إلى أن مسيرات عدة خرجت أمس، في محافظة صعدة، وعمران وحجة وتعز والبيضاء والمحويت.

في السياق شهدت العاصمة صنعاء، أمس، حالة انتشار أمني واسع في عموم الشوارع شاركت فيها قيادات عسكرية وأمنية رفيعة، تحسباً لأي أعمال عنف، وتواكب ذلك مع تحليق كثيف للطيران الحربي في أجواء العاصمة وتركزت على مخيمات الاعتصام التي نصبها الحوثيون في المداخل الرئيسة لصنعاء.

وقالت مصادر لجان الاعتصامات إن الطيران الحربي كثف تحليقه فوق المخيمات وبعلو منخفض، وبطريقة استعراضية كما فتح جدار الصوت وبشكل متكرر.

وأضافت أن القوات العسكرية كثفت انتشارها وتعزيزاتها في النقاط بمنطقة الصباحة وبيت أنعم بمديرية همدان محافظة صنعاء، بالقرب من مخيمات الاعتصام التي نصبها الحوثيون في المديرية، موضحة أنه تم تعزيز النقاط بقوات وآليات عسكرية.

وقالت المصادر إن "أنصار الله" "تعهدوا بحماية مخيمات الاعتصام المنتشرة في مداخل العاصمة". وتحدثت هذه المصادر عن استمرار تدفق المواكب الشعبية إلى المخيمات من عدة محافظات لليوم الثالث على التوالي حتى وقت متأخر مساء أمس، واستحدثت مخيم اعتصام جديد في منطقة ببيت أنعم بهمدان.

وأشارت المصادر إلى أن مئات السيارات وصلت أمس من محافظة مأرب إلى مخيم الاعتصام في شارع "المائة" بمنطقة حزيز، وأقام المعتصمون فعاليات ثقافية في المخيمات واستقبلوا الحشود التي لازالت تتدفق لليوم الثالث على التوالي".

وحسب المصادر فإنه سيعلن اليوم الخميس عن برنامج التصعيد ليوم الجمعة، وهي المهلة التي حددها عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة لإلغاء الجرعة، أو المضي بإجراءاته التي قال إنها ستكون مزعجة للحكومة.

وفي محافظة حجة توافد المئات من أبناء مديرية "الشراقي" إلى مخيمات شباب الثورة أمام المجمع الحكومي وسط المدينة، معلنين انضمامهم ووقوفهم إلى جانب المعتصمين حتى تنفيذ مطالب الشعب بإلغاء الجرعة وإسقاط الحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، حسب قولهم.

وفي التطورات السياسية، التقى رئيس دائرة العلاقات السياسية لجماعة الحوثيين حسين العزي ومعه علي البخيتي عضو المجلس السياسي، بأمين عام الحزب الناصري عبدالله نعمان والأمين العام المساعد محمد مسعد الرداعي ورئيس الدائرة السياسية الدكتور عبدالله المقطري.

وقال موقع "أنصار الله" التابع للحوثيين إنه جرى اللقاء في مقر مجلس "أنصار الله" السياسي ظهر أمس، وتم خلاله استعراض المستجدات على الساحة السياسية اليمنية، وبحسب موقع "أنصار الله" اتفق الطرفان على أهمية إيجاد مخرج للأزمة السياسية التي تعصف بالبلد والخروج بحلول ترضي جميع الأطراف وتلبي احتياجات الشعب اليمني بمختلف مكوناته.

وتحدث الموقع أن الطرفين أكدا على أهمية الاحتكام إلى النظام والقانون في كل الاحتجاجات والتظاهرات والتزامهما الخيار السلمي, إضافة إلى واجب الأجهزة الرسمية في حماية تلك الفعاليات وعدم الاعتداء عليها أو قمعها بالقوة.

كما أكد "على أهمية أن تترافق أي إصلاحات اقتصادية مع خطوات واضحة لمكافحة الفساد المستشري في أجهزة الدولة، بحيث لا يتحمل المواطن لوحده أعباء العجز في الميزانية، والذي نتج أساساً عن الهدر الهائل في أموال الدولة وعدم تفعيل مبادئ الحكم الرشيد".

وأكد المصدر تشكيل وفد رئاسي رسمي، برئاسة أحمد بن دغر، وقال "أنصار الله" إن حسين العزي رئيس العلاقات السياسية لأنصار الله سيرافق الوفد إلى محافظة صعدة، ومن المتوقع أن يجري الوفد اليوم مباحثات مع قيادات أنصار الله حول المستجدات الراهنة على الساحة اليمنية.