من نحن  |  الاتصال بنا
آخر الأخبار

 - “ام سمية” تتمنى بيع زوجة اوباما في “سوق العبيد” !..

الخميس, 27-أغسطس-2015
صعدة برس-متابعات -
الإسلام والرق.. إحياء داعش للرق يجد أصداء مثيرة للقلق في العالم العربي!
“غنائم الحرب” هكذا كتبت دابق، وهي مجلة تنظيم داعش الصادرة باللغة الإنجليزية، في إحدى إصداراتها، في إشارة إلى الآلاف من النساء اليزيديات اللاتي أجبرهنّ التنظيم على الرق الجنسي بعد الاستيلاء على جبل سنجار، في أغسطس من العام الماضي. بعيدًا عن كونه انحراف أخلاقي، يدّعي التنظيم أنّ التسرّي القسري هو ممارسة دينية شرّعها القرآن الكريم في سورة “النساء”؛ إذ أباح القرآن الزواج من أربع نساء، أو “ما ملكت أيمانكم”.

أنصار التفسير الحرفي للقرآن الكريم، مثل الذين يكتبون في مجلة دابق، فسّروا هذه الكلمات على أنها تعني “سبايا الحرب”. مؤلفة المقال، أم سمية، تحتفي بإحياء أسواق العبيد، حتى أنها تمنت بيع ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأمريكي، في سوق العبيد.

وكتبت: “أنا ومَن في المنزل سجدنا لله شكرًا على اليوم الذي دخلت فيه أول جاريَة في بيتنا“. وقد فعل المتعاطفون الأمر نفسه، وأبرزهم الجماعة النيجيرية المتشددة، بوكو حرام، التي اختطفت في العام الماضي مدرسة كاملة من الفتيات في شيبوك . ردّ الدعاة الدينيون بموجة من الاحتجاجات. وجاء في رسالة مفتوحة وجهها 140 من العلماء المسلمين، في وقت سابق من السنة الجارية، إلى أبي بكر البغدادي، زعيم داعش: “إن إعادة إحياء الرقّ ممنوع في الإسلام، وتم إلغاؤه بإجماع عالمي. وأنتم اتخذتم من النساء سبايا، وبهذه الطريقة استأنفتم من جديد الفتنة ونشر الفاحشة في الأرض”.

ولكن، رُغم إدانة الرقّ الذي يتبناه داعش، إلّا أنّ القيادات الدينية والسياسية ظلت أكثر تحفظًا حول حالات “شبه العبودية” الأخرى، المتفشية في جميع أنحاء المنطقة؛ حيث يستهدف داعش طائفة بأكملها بالخطف والقتل والاتجار في الجنس، والمفاخرة بذلك، تُعدّ حالات استثنائية، بينما تعتبر الأعمال الشاقة والاستغلال الجنسي وغيرها من أشكال الاستغلال، حالات عادية. من المغرب، حيث تعمل الآلاف من القاصرات كخادمات في البيوت، إلى مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن، حيث تُجبر الفتيات على ممارسة الدعارة، إلى الاغتصاب غير المشروع وإساءة معاملة الخادمات في الخليج، يقول عمّال الإغاثة الانسانية إنّ العبودية متفشية في كل مكان.

لقد اختلف العلماء بشكل لافت إلى أي حد يمكن تحميل مسؤولية للأعراف الثقافية. ويقول المؤيدون إنّ النبي محمد تساهل مع الرّقّ تماشيًا مع روح العصر، ولكنّ العالم الثيولوجي الأمريكي البارز، خرّيج المعاهد الدينية السلفية، ياسر قاضي، يرى أنّ النبي فعل ذلك على مضض ثم دعا إلى إلغائه. ويضيف قاضي أنّ الرسول “دعا في مواضع كثيرة في القرآن إلى تحرير العبيد والإفراج عن الأسرى، وسعى إلى تخفيف أنظمة الرقّ المعتمدة من طرف الإغريق والرومان والبيزنطيين واليهود وملوك حِميَر في اليمن. وقام بتحرير امرأة من السبي، ابنة قائد بارز، بالزواج بها، واختار بلال، وهو عبد آخر كان قد تحرّر، لإقامة الآذان للصلاة بعد فتحه لمكة. لقد كانت رسالته هي التحرر من الظلم الدنيوي، لأنّ العبودية لله، وليست للبشر”.

ومع ذلك، ثمة علماء يصرون على أنّ الطريقة التي يعامل بها تنظيم داعش اليزيديين تتوافق مع التقاليد الإسلامية. يقول البروفيسور إيهود توليدانو، أحد أبرز المتخصصين في الرقّ في الإسلام في جامعة تل أبيب: “إنهم في امتثال تام لتفسير القرآن في مراحله المبكرة”، ويضيف أنّ “ما أباحه النبي لا يمكن للمسلمين أن يمنعوه”، وأن “دعوات الرسول لإطلاق سراح العبيد شكّلت حافزًا للبحث عن نسل جديد، مع انتشار الإمبراطورية الجديدة، مدعومة بالتجارة، من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى الخليج”.

من أجل قمع ثورة الزنج في مناجم الملح جنوب العراق، قام الخلفاء العباسيون في بغداد بتجنيد الرقيق الأتراك في جيشهم. وفي غضون بضعة أجيال شكّلوا أساس السلطة، وفي الفترة الممتدة بين عام 1250 وعام 1517 حكمت مصر طبقة كاملة من الرقيق، أي المماليك.

الطريق إلى السلطة

الخلفاء الأتراك العثمانيون، أتمّوا النظام على أكمل وجه. بعد احتلال جنوب شرق أوروبا في أواخر القرن الرابع عشر، فرضوا الجزية، واستعبدوا الأطفال الفقراء في المناطق الريفية، بدعوى أنهم كانوا أكثر وثنيّة من المسيحيين، وبالتالي لا يخضعون للحماية التي يوفّرها الإسلام لأهل الكتاب. ولم يواجهوا أي مقاومة من الآباء، بل إنّ الكثيرين من هؤلاء الآباء كانوا سعداء بإعطاء أبنائهم إلى نخبة الرقيق البيض الذين يديرون الإمبراطورية.

في ظل هذا النّظام، التحق الذّكور بصفوف الجيش والخدمة المدنية، بينما التحقت الفتيات بالحريم كجوارٍ، لتلد سلاطين جدد. وكان كل شيء متوقعًا بخصوص مصيرهم، بما في ذلك الوصول إلى السُلطة أو كسب الثروة. وعلى عكس النظام الإقطاعي في أوروبا المسيحية، كان هذا النظام مبنيّا على المقدرة والعطاء، وأنتج نسلًا متنوعًا. السلطان محمد الثاني على سبيل المثال، الذي حكم خلال القرن الخامس عشر، وربما يكون أعظم الخلفاء العثمانيين، كان ذا بشرة شقراء كبشرة أمه، وهي جارية من الروافد الشمالية الغربية للإمبراطورية العثمانية.

كل هذا انتهى بسبب إلغاء نظام الرقّ في الغرب. وبعد وقف تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي خلال القرن التاسع عشر، تحول المناضلون الغربيون من أجل إلغائها إلى العالم الإسلامي، وخلال عقود من الزمن تمكنوا ليس فقط من إسقاط النّظام الذي كان قائمًا في الإمبراطورية العثمانية، ولكن أيضًا في الإمبراطورية الشريفة من المغرب، وسلطنة عمان ومستعمراتها الناطقة باللغة السواحلية في الساحل وخلافة صوكتو في غرب إفريقيا.

وبتشجيع من الغرب، تمرّد الصرب واليونانيون على دفع الجزية. وخوفًا من الطموحات الفرنسية، سارع مفتي تونس إلى استمالة البريطانيين بإغلاق أسواق الرق عام 1846. وبعد سنوات قليلة، حذا السلطان في إسطنبول حذوه. وحاول بعضهم أن يقاوم، بمن فيهم سلطان المغرب وتجار القطن في مصر، الذين استوردوا العبيد الأفارقة لتعويض النقص الذي خلفته الحرب الأهلية في أمريكا. لكنّ الضغط الاستعماري لم يكن من الممكن وقفه. وفي عهد القنصل العام البريطاني، لورد كرومر، قامت الجمعية التشريعية في مصر عن طواعية بإلغاء العبودية في نهاية القرن التاسع عشر. وكان السجل العثماني سنة 1906 لا يزال يضم 194 من العبيد و500 من الجواري في الحريم الإمبراطوري، وبعد عامين لم يبق منهم أحد.

لمدة قرن تقريبًا، بقي الشرق الأوسط، على الورق على الأقل، خاليًا من العبيد. وجاء في إعلان القاهرة حول حقوق الإنسان في الإسلام سنة 1990 أنّ الإنسان: “يولد حرًّا وليس لأحد أن يستعبده أو يذلّه أو يقهره أو يستغلّه”. كما أنّ الجماعات الجهادية كانت في بداياتها تتبع نفس الاتجاه، وتقدم نفسها كحركات تحرّر، وعلى هذا الأساس، كانت ترفض العبودية.

وبالرغم من أنّ العبودية مدانة في حد ذاتها، إلّا أنّ المراقبين يشيرون إلى استمرارها. وبحسب المؤشر العالمي للعبودية، الذي تشرف على حساب تقديراته منظمة غير حكومية أسترالية بالتعاون مع جامعة “هال”، فإن الدول الـ 14 التي يعتبر أكثر من 1٪ من سكانها مستعبدين، يكون أكثر من نصفها من المسلمين. ويأتي مرتكبو هذه الجريمة من موريتانيا، أفقر دولة في المنطقة، إلى أغناها، أي قطر.

وقد تم توجيه الانتقادات إلى المعايير والبيانات المعتمدة من قِبل المؤشر العالمي للعبودية، لكنّ الأدلة تؤكّد فحوى نتائجه. لقد قضت العديد من الدول العربية سنوات عدّة من أجل تجريم العبودية، أكثر مما قضته من أجل إلغائها. موريتانيا مثلًا، أول مستعبِدة في العالم، لم تجرّم العبودية إلا سنة 2007. وفي حالة وجود الإلغاء، نادرًا ما يتم تنفيذه. بعد مرور سنة على إلغاء العبودية في قطر سنة 1952، اصطحب الأمير عبيده إلى حفل تتويج الملكة إليزابيث الثانية. كما أن التفتيشات والملاحقات الحكومية تبقى قليلة، وترى سارة ماثيوسون، من المنظمة الدولية لمناهضة العبودية في لندن، أنّ “المسؤولين الأمنيين، والقضاة والمحامين، كلهم ينتمون إلى الفئة التي كانت تاريخيًا تملك العبيد”، وتعتبرهم ماثيوسون أنهم “جزءًا من المشكلة”.

ليست هناك ممارسة في ميدان العمل جلبت انتقادات دولية أكثر من نظام الكفالة الذي يربط العمال المهاجرين بأرباب عملهم. إنها ليست عبودية كتلك التي يفرضها تنظيم داعش؛ لأنّ المهاجرين يأتون طواعية، وتجذبهم الفجوة الهائلة في الثروة بين بلدانهم وبلدان الخليج. لكنّ هذا النظام “يمهد الطريق للعبودية” كما يقول “نيكولا ماكجيهان”، الكاتب بمؤسسة هيومن رايتس ووتش حول الأوضاع في المخيمات الصحراوية حيث يعيش معظم هؤلاء العمّال. وفيما يتعلق بالمليونين و400 ألف من خادمات المنازل في منطقة الخليج، فإنهن أكثر عرضة للخطر، ومعظمهن لا تتمتعن بالحماية التي توفرها قوانين العمل، وفي بعض الحالات يعشن حبيسات بيوت مشغّليهن. إنهن يقعنّ فريسة للاستغلال الجنسي.

الحديد والقضبان الملتهبة

مرة أخرى نؤكد أنّ هؤلاء العمال يأتون طواعية، لكنّ الأصداء المثيرة للقلق لا تزال قائمة. تستطيع أن تسمع العديد من مواطني دول الخليج يتحدثون عن الخادمات في بيوتهم ويصفونهن بـ “الملكات”. ومنذ أن قررت حكومات آسيوية كثيرة منع رعاياها من النساء، من العمل المنزلي في الخليج، حرصًا على سلامتهن، تحوّلت وكالات التوظيف إلى مناطق في إفريقيا، مثل أوغندا، التي سبق لها أن صدّرت جواٍر. كما تعرضت بعض الخادمات للاعتداء بالحديد والقضبان الملتهبة، التي تبقى آثارها، كما يقول “ماكجيهان”، علامة مميزة للذين عملوا كجوارٍ في الماضي.

في أماكن أخرى في المنطقة، وفّر انهيار النظام والقانون غطاءً إضافيًا لعودة الممارسات القديمة؛ مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن تصدر الفتيات إلى بيوت الدعارة في العاصمة، وللرجال الخليجيين من خلال المواقع الإلكترونية التي تعرض عليهم زواجًا قصير الأمد مقابل رسوم وساطة تقدر بين 140 و270 دولارًا. كما ازدهر التهريب عبر موانئ البحر الأبيض المتوسط في ليبيا، التي كانت في ظل الحكم العثماني تصدر العمالة من جنوب الصحراء إلى أوروبا. وقبل وقت طويل من اختطاف جماعة “بوكو حرام” للفتيات، كانت المنظمة الدولية لمناهضة العبودية تحذّر من أنّ رجال الأعمال النيجيريين كانوا يشترون من النيجر المجاورة “زوجة خامسة” ليلحقوها بالزوجات الأربع اللواتي يسمح بهن الإسلام.

تصرّ دول الخليج على أنها بصدد معالجة المشكلة. في يونيو الماضي، أصدر البرلمان الكويتي قانونًا يحفظ لخادمات البيوت حقوق العمالة، وهي الدولة الخليجية الأولى التي أقدمت على هذه الخطوة. كما أنها الدولة الخليجية الوحيدة التي فتحت ملجأ للمهاجرين الإناث. بينما تعهدت قطر، خوفًا من تأثير الانتهاكات على استضافتها لبطولة كأس العالم سنة 2022، بتحسين سكن المهاجرين. وفي موريتانيا أمرت الحكومة خطباء المساجد في صلاة الجمعة بنشر فتوى أصدرها دعاة بارزين في البلاد مفادها أنّ: “العبودية ليس لها أي سند شرعي في الشريعة الإسلامية”. ومع ذلك، يخشى المراقبون أن يكون هذا مجرد ذر للرماد في العيون، خاصة أنّ أمير الكويت لم يعتمد حتى الآن القانون الجديد لحقوق العمّال.

وبدلًا من وقف الاعتداءات، يفضل المسؤولون الخليجيون أن يهاجموا منتقديهم، ويتهموهم بالإسلاموفوبيا، تماما كما فعل أسلافهم. لقد أغلقت عمان والمملكة العربية السعودية لفترة طويلة أبوابهما أمام منظمات حقوق الإنسان الغربية التي تجري تحقيقات استقصائية حول معاملة المهاجرين. والآن أتى الدور على دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر، فقد قررتا منعها بعد الضغط الذي سببته موجة الوفيات بين عمّال البناء في المنشآت المخصصة لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022.

وتُعدّ الاحتجاجات الداخلية أكثر خطورة. على مدى العامين الماضيين تم اعتقال المئات من العمال المهاجرين الذين يعملون في بناء متحف “غوغنهايم” و”اللوفر” في أبو ظبي، وتم تعنيفهم وترحيلهم، وذلك وفقًا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، بعد الإضرابات التي خاضوها بسبب عدم صرف الرواتب. كما أن أميناتو بنت المختار، التي تعتبر من الموريتانيين العرب القلائل في مجلس إدارة منظمة نجدة العبيد، وهي جمعية محلية للدفاع عن حقوق الحراطين، أو أحفاد العبيد السود، تلقت تهديدات بالقتل.

هل من المبالغة أن نأمل من الدعاة الإسلاميين الذين يندّدون بالرّقّ، أن ينددوا، أيضًا، بالحالات الأخرى للعمل القسري والتعسفي؟ إنّ النشطاء والمهاجرين في الخليج مترددون بهذا الأمر، وحتى السفارات الأجنبية تلتزم الصمت وتتفادى أي انتقادات قد تضع حدًّا لتدفق التحويلات على أهميتها. عندما زار رئيس وزراء الهند، نارندرا مودي، دولة الإمارات العربية المتحدة هذا الأسبوع، اشتكى مواطنوه هناك من أنّ حقوق المهاجرين تأتي في المرتبة الأخيرة ضمن أجندته. أما الحكومات الغربية فلها أولويات أخرى؛ إحداها ببساطة هي هزيمة داعش، الذي يدين، إلى حد ما، في بعض من العبودية التي يسعى لإحيائها، إلى استمرار وتفشي التساهل مع العبودية في المنطقة.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
انشر في تيليجرام
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

مختارات
شاهد مصانع الارتقاء للبلاستيك - فيديو
صعدة برس - خاص
شاهد بالفيديو.. تفاصيل عملية "فجر الإنتصار" بمأرب
صعدة برس - وكالات
جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 2000 يوم "انفوجرافيك"
صعدة برس-متابعات
ست سنوات على العدوان على اليمن.. خسائر بالجملة
صعدة برس
شاهد.. ابشع مجزرة بحق 34 طفل و10 نساء بمنطقة صبر – صعدة
صعدة برس
ابشع مجزرة يرتكبها طيران العدوان السعودي في اليمن بحق معزين بالصالة الكبرى بصنعاء
صعدة برس
شاهد..جريمة قصف العدوان السعودي الأمريكي مديرية الجراحي جنوب الحديدة
صعدة برس
مشاهد مروعة لمجزرة طيران العدوان السعودي في مدينة يريم بإب
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
شاهد..Saudi Arabia crimes in Yemen جرائم التحالف السعودي في اليمن
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة صعدة برس الإخبارية)