من نحن  |  الاتصال بنا
آخر الأخبار

 - الرئيس ( بوتين) متى سيخلع ( حذائه)..

الإثنين, 07-مارس-2022
صعدة برس -
*طه العامري
في اكتوبر من عام 1960م واثناء انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة حين كلفت الانظمة الإمبريالية المندوب الفلبيني للحديث نيابة عن الدول الديمقراطية وما ان بداء الرجل حديثه حتى بدا بشن هجوما وقحا ضد الاتحادي السوفييتي وسياسته ومطالبا بالحرية والديمقراطية لدول اوروبا الشرقية  التي جعلت منها الاشتراكية مجرد سجنا كبيرا، وفيما ممثلي امريكا والدول الغربية وحلفائهم يغدقون عليه بالتصفيقات الحماسية وهو ما لم يحتمله الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف الذي ( خلع حذاىه)  وضرب بها الطاولة التي امامه فوقف ممثلي دول عدم الانحياز ودول المعسكر الشرقي وهم يصفقون لموقف خروتشوف الذي اجبر المندوب الفلبيني وممثل ( العالم الليبرالي)  بإلتوقف والجلوس صامتا وهو يتصبب عرقا.. لم يتمكن يؤمها الرئيس الامريكي من تهديئة الزعيم السوفييتي الذي ظل واقفا وصوته يدوي بالقاعة مفندا اكاذيب الغرب الإمبريالي مشيرا إلى جراىم الإمبريالية وانتهاكها لحقوق البشر مؤكدا ان الغرب لا يؤمن بإنسانية الإنسان ولا يرى فيه إلا مجرد كائن وجد لخدمة أصحاب الثروة والنفوذ،  لقد تحولت كلمة الزعيم خروتشوف إلى محاضرة مطولة عن اكاذيب الإميرالية التي وجدت لاستعباد الشعوب والدول والانظمة ومن كان يحاول الاعتراض خلال خطاب خروتشوف كانت ( الحذا)  تتكفل بإسكاتهم ومع انتهاء كلمة الزعيم السوفييتي  انفضت الجلسة..
اليوم اتذكر اجمل مقولة للمفكر والفيلسوف كارل ماركس ( ان التاريخ لا يعيد نفسه إلا بصورة مآسة او مهزلة)  وامام تداعيات راهن الحال على الخارطة الدولية واحتدام الصراع الجيوسياسي بين موسكو وواشنطن على الجغرافية الاوكرانية يبقى السؤال _ العنوان _ مشروعا فعلا وهو متى سيخلع الرئيس ( بوتين)  ( حذائه)  ؟  ويشهرها أمام من وصفهم ب ( إمبراطوريات الكذب)  ؟
أعتقد جازما ان الوقت قد حان لمثل هذه الخطوة لإجبار إمبراطورية الكذب هذه بالتوقف عن تسخير ماكينتها الإعلامية الجبارة في صناعة الأحداث وتدمير القيم والاخلاقيات الحضارية للمجتمعات البشرية..
كثيرون يتحدثون عن اوكرانيا و ( غزو روسيا)  لها من اجل احتلالها والسيطرة على ثرواتها وفرض الديكتاتورية على مواطنيها إشباعا لرغبات ( الديكتاتور فلاديمير بوتين)  المتطلع لعودة الاتحاد السوفييتي؟!
بيد ان الرئيس ( بوتين)  اشهر خلال الازمة الكثير من اوراق الردع الاستراتيجية وكان يمكن ان يرتدع قارعي طبول الحرب في الغرب وامريكا لمجرد ان طلب الرئيس ( بوتين)  من القيادة العسكرية الروسية ( وضع قوة الردع النووي في حالة تاهب قتالي) كانت هذه الورقة كافية لوقف هذا التظليل الذي طال كل المجالات الحياتية،  تظليل اعتمد على تسويق الاكاذيب وفبركة الاخبار وتزييف الحقاىق وتوظيف محتويات الشبكة العنكبوتية وإلصاقها بروسيا والازمة الاوكرانية والمضي قدما في ( شيطنة الرئيس بوتين)  وكذا إعادة إنتاج ذات الاسطوانة القديمة المتجددة وهي أن الازمة والخلاف ليس مع الشعب الروسي بل مع الرئيس ( بوتين)  وهذه سياسة إستعمارية قذرة وحقيرة اعتمدها الغرب الاستعماري مع كل زعماء العالم الرافضين لهيمنتهم فقد قالوا هذا بحق الزعيم جمال عبد الناصر وقالوها بحق لوبومبا،  ولوران كابيلا،  وكاستروا،  وماوتسي تونج، وهوشي منه،  وغاندي،  ونهرو،  وصولا لصدام حسين،  والقذافي،  والاسد،  كما قالوها على الإمام الخميني،  والرئيس احمدي نجاد،  واليوم تقال بحق الإمام الخامنئي، وحزب الله،  وانصار الله،  بمعنى ان اي رمز او تيار وطني او زعيم او نظام سياسي يقفون امام غطرسة الغرب وامريكا يصبحون هدفا ويجري ( شيطنتهم)  والمؤسف ان امريكا والغرب ليسوا وحدهم  _ اليوم _ من يحشدون قوتهم وقدراتهم وماكينتهم الإعلامية الهائلة ل ( شيطنة)  روسيا والرئيس بوتين والقيادة السياسية والعسكرية الروسية واظهارهما بمظهر العدو ليس لاوكرانيا بل للبشرية والعالم الحر..؟!!
بل تتبعهم العديد من الوسائل الإعلامية العربية والانظمة العربية التي لم تكتفي بانها سقطت مهنيا واخلاقيا في تداعيات سابقة عاشتها المنطقة والعالم بل يؤغلون في السير بطريق السقوط والانحلال ربما اعتمادا على مقولة اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقوك الناس،  ولكن هذه المقولة كان يمكن نجاحها قبل خمسة او اربعة عقود خلت وليس اليوم،  الذي اصبح فيه العالم عبارة عن قرية مفتوحة وتعددت فيه مصادر المعلومات واصبح فيها للحقيقة وجها واحدا فيما للاكاذيب وجوها متعددة بتعدد هوية مصادر تسويقها..؟!
نعم لقد حان الوقت ان يشهر الرئيس ( بوتين)( حذائه) في وجه كارتل الغطرسة وأباطرة الكذب والتظليل فقد يكون ( الحذا) اكثر ردعا وتأثيرا من إعلان التاهب النووي، الذي ليس هناك ثمة من يستوعبه ويستوعب خطورة التلميح به لاننا نعيش اليوم في  عالم يحكمه حثالة من الناس  من ( المحششين،  وتجار المخدرات،  ومدمنيها،  والمثلين،  والمرتزقة،  والمرتهنين للمحاور الاستعمارية)   واباطرة الشركات القابضة العابرة للقارات.وتحاول هنا امريكا والغرب  وحلفاىهم ان يظهروا امام الراي العام وبسطاء الناس كملاىكة مؤمنين بقيمة الإنسان وحقه وحريته فيما هم من يستحقون وصف ( الشياطين)  بل يفوقون الشياطين دهاء وخساسة ونذالة.. نعم ان الطريقة التي جوبهت بها روسيا مثلا على ضوء العملية العسكرية في اوكرانيا تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان ثمة بشر تجاوزوا ( الشياطين)  قدرة في صناعة المكاىد وقدرة في تحويل (الضحية) آلى( جاني) والجاني يصبح هو الضحية  دون ان يسمحوا للاخر  الضحية في طرح وجهة نظره والتعبير عن ذاته.
ازمة اوكرانيا فضحت وعرت الغرب وامريكا واسقطتهم حضاريا واخلاقيا وجردتهم من إنسانيتهم ومع ذلك يرفض الغرب وترفض امريكا الاعتراف بسقوطهم هذا ولهذا تصبح ( حذاء بوتين)  هي القوة الرادعة التي بها فقط قد يفهم هولاء و يصحون من سباتهم واعتقادهم انهم لا يزالون القوة العظمى الفاعلة على الخارطة الكونية.. 
ان استقرار العالم واعادة توازنه وتكريس مفاهيم العدالة الدولية فيه بعيدا عن غطرسة امريكا واذنابها وشركاتها مرهون اليوم ب ( حذاء الرئيس بوتين)  .. فهل يفعلها بوتين عله بها فقط يعيد ايقاظ الذاكرة البشرية المنبهرة بمهارة اللصوص والقتلة وجلادين المرحلة الحضارية وطاغاتها وخاصة في فضائنا العربي الذي فيه من يرى امريكا (إلاها عبادته فرض عين)..؟!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
انشر في تيليجرام
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

مختارات
شاهد مصانع الارتقاء للبلاستيك - فيديو
صعدة برس - خاص
شاهد بالفيديو.. تفاصيل عملية "فجر الإنتصار" بمأرب
صعدة برس - وكالات
جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 2000 يوم "انفوجرافيك"
صعدة برس-متابعات
ست سنوات على العدوان على اليمن.. خسائر بالجملة
صعدة برس
شاهد.. ابشع مجزرة بحق 34 طفل و10 نساء بمنطقة صبر – صعدة
صعدة برس
ابشع مجزرة يرتكبها طيران العدوان السعودي في اليمن بحق معزين بالصالة الكبرى بصنعاء
صعدة برس
شاهد..جريمة قصف العدوان السعودي الأمريكي مديرية الجراحي جنوب الحديدة
صعدة برس
مشاهد مروعة لمجزرة طيران العدوان السعودي في مدينة يريم بإب
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
شاهد..Saudi Arabia crimes in Yemen جرائم التحالف السعودي في اليمن
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة صعدة برس الإخبارية)