صعدة برس - يمضي العدو الصهيوني في غطرسته وجرائمه بالمنطقة، مستنداً إلى دعم مطلق من أمريكا وأوروبا، ليمعن في ارتكاب جرائم الإبادة في غزة، وخرق القانون الدولي الإنساني بعدوانه على لبنان، اليمن، سوريا، العراق، ومؤخراً على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
لم يأتِ العدوان الصهيوني على إيران، المتزامن مع المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بشأن البرنامج النووي، إلا بضوء أخضر أمريكي وأوروبي، ضمن مؤامرات دولية تستهدف الدول الرافضة للمشروع الاستعماري الغربي، وفي مقدمتها إيران التي تمثل سنداً ثابتاً للقضية الفلسطينية.
تعددت أشكال الإرهاب الصهيوني، منذ احتلال فلسطين، مروراً بالمجازر التي أودت بحياة مئات الآلاف من المدنيين، وصولًا إلى المجازر الدامية في غزة التي خلفت أكثر من 200 ألف شهيد وجريح. وامتد هذا الإرهاب إلى إيران بذريعة واهية؛ كمنع امتلاكها برنامج نووي سلمي أو استهداف قدراتها الدفاعية، في تجاهل تام لأي شرعية قانونية أو أخلاقية.
منذ تأسيس الكيان الصهيوني اللقيط، لم تتغير طبيعته العدوانية، بل ازدادت توحشاً بفعل الرعاية الغربية الشاملة، ليشكّل ذراعاً متقدمة للإمبريالية الاستعمارية في المنطقة، سيما بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران التي بادرت إلى طرد السفارة الإسرائيلية وتسليمها للفلسطينيين.
وليس غريباً على كيان نشأ على الدماء واحتلال الأرض، وفق وعد بلفور، أن يستمر في نهجه الإجرامي؛ وما يجري في غزة اليوم شاهد دامغ على نزعته التدميرية، وترجمة صريحة لفكره الإرهابي، الذي جعل من "إسرائيل" أيقونة للإرهاب الرسمي العالمي.
العدوان الصهيوني على إيران لم يكن مفاجئاً، بل مخطط له من قبل، بإشراف أمريكي وأوروبي، في محاولة لإضعاف الجمهورية الإسلامية، وتجريدها من أدوات الدفاع، وفتح المجال للهيمنة الصهيونية على المنطقة، بما يخدم مخططات الغرب في فرض التبعية على شعوب المنطقة.
ويرى مراقبون أن هذا العدوان يعد خرقاً خطيراً للقانون الدولي، وتهديداً مباشراً للأمن الإقليمي والدولي، خصوصاً بعد أن كشفت الضربات الإيرانية، كما اليمنية سابقاً، هشاشة منظومات الدفاع التي طالما تباهت بها إسرائيل باعتبارها الأقوى عالمياً.
وفي هذا السياق، كان اليمن حاضراً بقوة، منذ اللحظة الأولى لعدوان غزة، دعماً للمقاومة، وهو اليوم من أوائل من أعلن وقوفه إلى جانب إيران وحقها المشروع في الرد والدفاع عن سيادتها.
وكما كان اليمن حاضراً سياسياً وشعبياً وعسكرياً وإعلامياً في دعم غزة، فإنه اليوم أكثر تصميماً على مناصرة كل قضايا الأمة، وفي مقدمتها الدفاع عن إيران في وجه العدوان الصهيوني والغربي.
اللافت في هذا التصعيد، أن كثيراً من دول المنطقة، التي كانت تلوذ بالصمت حيال مجازر غزة، بادرت هذه المرة إلى إعلان تضامنها مع إيران، وتأكيد حقها الكامل في الدفاع عن أراضيها وسيادتها.
وفي المحصلة، تمرّ الأمة بمرحلة فارقة، تتطلب يقظة الشعوب لمواجهة مشروع صهيوني غربي يسعى للهيمنة الكاملة، ويستهدف تفكيك المنطقة وإخضاعها لما يُسمى "إسرائيل الكبرى"، على حساب شعوبها وهويتها ومقدراتها. |