صعدة برس-وكالات - تواصلت في إيران ردود الفعل الغاضبة إزاء قيام كندا المفاجئ بإغلاق سفارتها في طهران وإزاء التوافق الأوروبي على تشديد العقوبات المشددة أصلا ضدها.
ووصف رئیس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني القرار الكندي بالخطوة الساذجة التي تدل على انفعال الغرب وارتباكه أمام إجماع أغلب دول العالم لدى اجتماعهم في قمة عدم الانحياز في طهران على حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
وبينما بدأ الاقتصاد الإيراني بالتدهور، قال لاريجاني إنه ينبغي الرد على الغرب بتنظیم الوضع الاقتصادي للبلاد، وحسب تعبیر المرشد علي خامنئي من خلال (الاقتصاد المقاوم).
من جانبه، وصف الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست احتمال فرض عقوبات جديدة بأنه “غير فعال” و”باطل” وذلك في بيان نقلته محطة تلفزيونية رسمية.
وكان مهمانبرست يرد على تصريحات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا في قبرص السبت وعبروا عن “توافق متزايد” لفرض عقوبات جديدة على إيران لحثها على تقديم تنازلات في ملفها النووي المثير للجدل.
وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيج بعد اللقاء الأوروبي إن العقوبات القائمة حاليا “تترك أثرا جديا” لكن “من الضروري زيادة الضغط على إيران لتكثيف العقوبات”.
وقال مصدر دبلوماسي خلال اللقاء إن بريطانيا ستحث أوروبا على الموافقة على جولة جديدة من العقوبات، تستهدف قطاع الطاقة والتجارة خلال الاجتماع المقبل لوزراء خارجية الاتحاد في منتصف أكتوبر.
وعبر نظيرا هيج الالماني غيدو فسترفيلي والفرنسي لوران فابيوس عن الموقف نفسه مشددين على الاستياء الأوروبي من عدم إحراز المفاوضات بين إيران ومجموعة “5+1” أي نتيجة.وتضم مجموعة 5+1 بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا والصين، إلى جانب ألمانيا. وحول الموقف البريطاني قال مهمانبرست إن “تصريحات هيج الأخيرة ضد إيران “غير مسؤولة”.و”تنتهك” قواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واعتبر أيضا أنها تهدف لقويض استضافة إيران مؤخرا قمة عدم الانحياز التي عبرت عن دعمها لبرنامج إيران لإنتاج الطاقة.
من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إن قطع كندا العلاقات مع إيران بشكل مفاجئ ناجم عن عدة أسباب بينها خدمة مصالح إسرائيل واستضافة طهران قمة عدم الانحياز مؤخرا وليس تلك التي ذكرتها اوتاوا رسميا. وفي جلسة مغلقة للبرلمان قال إن “ما قامت به كندا ينسجم مع مصالح النظام الصهيوني إذ أنها تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع إسرائيل”. إما رئيس البرلمان علي لاريجاني فقال إن “تصرف كندا الذي لا ينم عن تفكير جيد يظهر توترها وهو يجيء بسبب صمود إيران اقتصاديا” في وجه العقوبات .
وتظهر هذه التصريحات أن السلطات الإيرانية ترى أسبابا خفية وراء قرار كندا المفاجئ الجمعة بإغلاق السفارة الإيرانية وطرد الدبلوماسيين الإيرانيين. ورسميا قالت كندا إنها اتخذت هذه الخطوة لأنها ترى أن إيران “تشكل أكبر خطر على السلام والأمن العالمي وتهدد وجود إسرائيل”.
وأمس تراجع سعر صرف الريال الإيراني إلى أدنى مستوى له أمام الدولار في حين أكد البنك المركزي الإيراني أنه يحاول تفادي انهيار العملة الوطنية وسط “حرب اقتصادية مع العالم”. وتخضع إيران خصوصا إلى حظر بنكي غربي اعلنه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في 2010.
وبلغ سعر الصرف أمس 23710 ريالات للدولار الواحد في مكاتب الصرافة. ويعني ذلك تراجع قيمة الريال بنسبة 3 بالمئة منذ السبت وأكثر من 8 بالمئة منذ أن اقر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الأربعاء الماضي بأن العقوبات تسبب “بعض المشاكل” لبلاده.
ويمثل آخر سعر غير رسمي نحو ضعف السعر الرسمي للريال المحدد ب 12260 ريالا للدولار الواحد. وهو يستخدم فقط في توريد المواد الأساسية وتقصر السلطات اعتماده على بعض الوكالات التي تتبعها وبعض الشركات التي تلقى معاملة مميزة. ونقلت وكالة ايسنا عن رئيس البنك المركزي الإيراني محمود بهماني قوله “إن البنك المركزي لا يمكنه إن يخفض بشكل منهجي سعر الصرف، لكننا حاولنا السيطرة” على تراجع قيمة الريال.
وأضاف “نحن في حالة حرب اقتصادية إننا نخوض حربا اقتصادية مع العالم”. وأدت العقوبات البنكية القاسية التي فرضت على إيران منذ 2010 إلى تباطؤ النشاط الصناعي وقلصت الاستثمارات الأجنبية وأدت إلى ارتفاع التضخم بما يزيد عن 20 بالمئة وفاقمت البطالة وأدت إلى تراجع الاحتياطي من العملات الأجنبية. وازدادت حدة الأزمة مع حظر نفطي أدى منذ بداية 2012 الى تراجع الصادرات من الخام بنسبة 50 بالمئة. وتحصل طهران على أغلب مواردها من العملة الأجنبية من صادرات النفط.
|