- العزيز نايف حسان

الخميس, 16-يناير-2014
صعدة برس -
*عبدالملك العجري عبدالملك العجري
أود أن الفت نظرك إلى أن أي مجتمع كما يقول برهان غليون يتكون من جماعات مصالح أو انتماء أو اعتقاد. ومن الطبيعي أن يشعر كل فرد بتعاطف أكبر مع الأفراد الذين يشاركونه المصلحة أو العقيدة أو الثقافة أو الموقع الاجتماعي الذي يحتله ,وعلى حد برهان غليون ينطبق هذا على مستوى الجماعات القومية الكبرى كما ينطبق على الجماعات الفرعية داخل هذه الجماعات القومية.

هناك أشكال من التضامنات السياسية والثقافية والاجتماعية والنقابية المتجاورة والمتعايشة في كل المجتمعات والمشكل يحدث عندما تنقل إحدى هذه الجماعات هذا التضامن والتكافل إلى مستوى الدولة أو عندما تحل الهويات التحتية محل الهوية السياسية الوطنية الجامعة أو تحل الروابط الفرعية محل الرابطة الوطنية العمومية أو يتناقض معها أو يصبح هو المحدد الوحيد للعلاقات الاجتماعية.

,والحالة الطبيعية ان الهوية الوطنية الكلية تستوعب الهويات الفرعية وتتجاوزها في نفس الوقت لتشكيل رابطة وطنية جامعة وهنا يكمن سوء الفهم حسب اعتقادي . العزيز نايف وآخرون يعرضون على انصار الله قائمة طويلة من المحظورات الشعائرية اوالطقوسية والسياسية والثقافية بزعم انها تهدد المشترك الوطني

و على مقتضى كلامهم على انصار الله الكف عن ممارسة أي نشاط سياسي او ثقافي تعبر عن هويتهم

الشعار محظور
الملازم محظورة
المولد محور
الغدير محظور
تدافع عن نفسك محظور
تبشر بأفكار محظور
يتنامى جمهورك وتتوسع قاعدتك الشعبية محظور

حتى لو ان أنصار الله احتفلوا بعيد الأم او عيد الشجرة لقالوا إنما هي تقية يريدون من ورائها الحق الإلهي .

هل المطلوب أن يلغي أنصار ذواتهم ويجمدوا أي نشاط لهم حتى يشعر البعض بالاطمئنان ؟ام كان المطلوب أن يحصر الحوثي نفسه وجماعته على منطقة مران يقتاتون نبتة (الحومر) الحامضة هناك .

السيد عبدالملك في كلمته أمس كان يقدر التخوفات المبررة وأراد ان يبعث من خلالها رسالة تطمين وتأكيد على المشترك الوطني إلا أن لدى غالبية جيلنا هذا جملة من الرهابات العصبيوية والدينية المتجذرة

انا شخصيا احمل الإخوان المسلمين المسؤولية الأخلاقية في تجذيرها بعد أن استطاعوا في العقود الماضية السيطرة على كل مؤسسات التعليم وهم من صاغو مناهجها سواء في المدارس أو الجامعات أو ما كان يسمي المعاهد العلمية .

وهذا الجيل إخوان وغيرهم ليبراليين ويساريين وقوميين كلهم تخرجوا من مدارس الإخوان هذه وتلقوا فيها جرعات مكثفة من الرهابات الدينية والعصبوية ومع ان كثير منهم غادر الايديولوجيا الاخوانية او هم بالاساس خارجها او من خصومها إلا أن بعض ترسباتها -بحكم التنشئة التي مروا بها في المدرسة - لا زالت قارة في اللاوعي يكفي ادني عارض من خطر موهوم لاستدعائها للوعي .
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 10-مايو-2024 الساعة: 12:01 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-17612.htm