صعدة برس - قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، إن المؤتمرات العلمية التي تنظمها الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة من الأدوات العملية الهامة لتقييم وتطوير أدائها العلمي والأكاديمي والبحثي.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها في افتتاح أعمال المؤتمر العلمي الثالث لطب الأسنان والذي تنظمه جامعة سبأ بصنعاء ويستمر ثلاثة أيام .. موضحا أن مهمة أيما مؤتمر علمي هي البحث عن الجديد في الأسلوب والطريقة والنهج وتطوير المهارات في مختلف التخصصات.
وأعرب شكره لرؤساء الجامعات اليمنية المهتمين بهكذا فعاليات علمية تسعى لتطوير مجالات الاختصاص محل البحث بمشاركة أكاديمية واسعة من داخل الجامعة وخارجها.
وانتقد الدكتور بن حبتور حالة الركود والكسل الذي يسود بعض الجامعات وانعكاساته السلبية على أدائها وعملية تطوير قدراتها العلمية والأكاديمية .. مطالبها بأن تحذو حذو الجامعات الأخرى في النشاط العلمي.
وبين أهمية تنظيم العلاقة بين أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الحكومية والأهلية وكذا عدم التفريط بأي عضو منهم تحت أي سبب كان.
وحيا الدكتور بن حبتور، الجامعات اليمنية على صمودها في ظل فترة العدوان والحصار التي يمر به الوطن ودورها في إفشال محاولة تحالف العدوان إضعاف هوية التعليم العالي وكذلك التعليم الأساسي والمهني والتقني.
وأضاف "الجبهة التعليمية بما فيها التعليم العالي عنوان كبير في الصمود والثبات وينبغي رعايتها والحفاظ عليها "..
وتابع " أقدر كثيرا كل الزملاء والزميلات الذين يقومون بالأبحاث العلمية أو تأليف الكتب ويحملون رسائل مهمة لفائدة العملية التعليمية والتنويرية ".
وأشاد رئيس الوزراء بحرص رئاسة جامعة سبأ وعمداء كلياتها وأساتذتها وجميع العاملين فيها على تنظيم الفعالية العلمية التي تعنى بإحدى التخصصات الهامة والمرتبطة بصحة المواطن.
وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي حضرها نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن اللواء جلال الرويشان، أشاد وزير التعليم العالي حسين حازب بمبادرة جامعة سبأ وحرصها على مواكبة التطورات ووضع مجال طب الأسنان ضمن أولوياتها للبحث العلمي من خلال افتتاح كلية طب الأسنان وإعداد وتنظيم مؤتمر سبأ العلمي للسنة الثالثة على التوالي.
واعتبر انعقاد المؤتمر حافزاً لبقية الجامعات الأهلية في إقامة مؤتمرات علمية مماثلة تسهم في خدمة المجتمع وتشجيع البحث العلمي وعرض آخر ما توصل إليه التكنولوجيا في مجال طب وجراحة الأسنان.
وأوضح أن انعقاد المؤتمر في المرحلة الراهنة فرصة لتبادل الخبرات بين الباحثين في مجال طب وجراحة الفم والأسنان وتمكين أطباء الأسنان من إمكانية إجراء بحوث مشتركة في هذا المجال والمساهمة في تشجيع البحث العلمي التطبيقي والارتقاء به.
وأكد الوزير حازب اهتمام وزارة التعليم العالي بالبحث العلمي ويندرج ضمن أولوياتها باعتباره أحد ركائز التنمية وأساسها .. لافتا إلى أن الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية جاءت لتجسد هذه الجهود بما تضمنته من محاور وأهداف إستراتيجية تدعم مجال البحث العلمي .
ودعا الجامعات اليمنية إلى مضاعفة جهودها في مجال البحث العلمي وجعله أحد أولوياتها وتقديم أبحاث ودراسات علمية تسهم في بناء و نهضة الوطن.
بدوره أشار وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل إلى أهمية التعليم المستمر للكوادر الطبية للمساهمة في الارتقاء بمستوى المهنة وتحسين الخدمات الطبية.
وأكد أن انعقاد مثل هذه المؤتمرات العلمية تقدم رسالة صمود وثبات للشعب اليمني وللعالم أجمع مفادها أن صنعاء الصمود والحضارة والتاريخ تحتضن مثل هذه المؤتمرات العلمية في ظل الأمن والأمان والدولة ورغم الحصار والعدوان.
وشدد على ضرورة اهتمام الجامعات والجمعيات الطبية بالتعليم المستمر وتدريب الكوادر الطبية .. لافتا إلى أن الأطباء اليمنيين في مختلف التخصصات والذين درسوا في الجامعات اليمنية وتقدموا لامتحانات الدراسات العليا في الخارج، امتازوا واجتازوا الامتحانات وحصلوا على أعلى درجات النجاح على مستوى الوطن العربي.
ولفت الدكتور المتوكل إلى أن وزارة الصحة أصدرت معايير وأدلة خاصة بالتخصصات الطبية منها دليل طب الأسنان المعني بإدارة عملية الكادر والعيادة .. معربا عن الأسف لوجود دخلاء على مهنة طب الأسنان في بعض العيادات والمستشفيات في حين أنهم ليسوا أطباء ولا متخصصين .
ودعا الجامعات إلى فتح مساقات في الدراسات العليا لطب الأسنان بما يمكن الآلاف من أطباء الأسنان من مواصلة دراستهم العليا في نفس المساق .. موضحا أنه تم فتح مساق البورد العربي المحلي في عدد من البرامج التي تلبي احتياجات السوق والتنمية ومنها البورد في طب القلب، وجراحة الوجه والفكين وسيتم تخريج دفعة منهما خلال العام المقبل.
بدوره أكد رئيس جامعة سبأ رئيس المؤتمر الدكتور عمرو النجار أن المؤتمر يهدف لإيجاد فرص لتبادل الخبرات بين الباحثين المتخصصين والمجتمع العلمي في مجال طب وجراحة الفم والأسنان وتشخيص وتصحيح مساره من خلال التعليم النوعي.
ولفت إلى أنه في ظل المتغيرات الإقليمية والعالمية التي تركت آثاراً واضحة على المسيرة التنموية إلا أن نجاح الكليات والجامعات في تأدية أدوارها العلمية والبحثية كفيل بإنجاح رسالتها في بناء المجتمع والارتقاء به.
وأكد الدكتور النجار أن المؤتمر يقدم رؤية تطويرية لدور الكليات والجامعات في تفعيل مسيرة البحث العلمي ليتجاوز العقبات .. مشيرا إلى أن انعقاد المؤتمر الثالث لطب الأسنان يتزامن مع الذكرى الـ25 لتأسيس الجامعة وما شهدته من توسع في مختلف الجوانب.
من جهته استعرض عميد كلية طب الأسنان بجامعة سبأ الدكتور غمدان الحرازي أهداف ومحاور المؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من 500 طبيبا وطبيبة أسنان من مختلف المحافظات، ويناقش أكثر من 45 ورقة ومحاضرة علمية سيقدمها نخبة من الأكاديميين المتخصصين في طب وجراحة الفم والأسنان .
ولفت إلى أن أوراق العمل تتركز على عرض آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال تقويم وتجميل زراعة الأسنان وأمراض اللثة، وطب أسنان الأطفال، إضافة إلى آلية العلاج المتقدم للعظة الخاطئة والتطورات الحديثة في التقنيات اللاصقة للحشوات التجميلية.
إلى ذلك اطلع رئيس الوزراء ومعه نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن ووزيرا التعليم العالي والبحث العلمي والصحة العامة والسكان ونائب وزير التعليم العالي الدكتور علي يحيى شرف الدين، على محتوى المعرض المصاحب للمؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من 30 شركة في مجال مستلزمات طب الأسنان في اليمن.
واستمعوا من القائمين إلى شرح حول أهداف المعرض في إبراز ما توصلت إليه العلوم الحديثة والتقنيات الجديدة بمستلزمات وأدوات وأجهزة طب الأسنان العالمية وكيفية الاستفادة منها في علاج المشكلات الصحية التي يعاني منها اليمن في طب وجراحة الفم والأسنان.
حضر افتتاح المؤتمر مستشارو ووكلاء وزارة التعليم العالي ورؤساء الجامعات الحكومية والأهلية وأعضاء مجلس أمناء جامعة سبأ وعمداء كليات طب الأسنان بالجمهورية ومسئولي المجلس الطبي. |