- تطور الصناعات الحربية اليمنية..هزيمة بلاك ووتر والجنجويد في اليمن..

الجمعة, 01-أكتوبر-2021
صعدة برس - متابعات -
*د. فضل الصباحي
من الإنصاف ان يعترف الجميع بأن حكومة صنعاء استطاعت منفردة مواجهة حرب كبرى تقودها قوات الرئيس هادي مدعومة بدول التحالف، وأمريكا، وبريطانيا، ودول أوروبية، ودعم دولي منقطع النظير، ومع ذلك لم تحقق تلك القوات الضخمة أي انتصار على الأرض بل على العكس قوات صنعاء هي التي تسيطر حاليًا على كامل الشمال اليمني، وتوغلت خارج الحدود المؤجرة لدولة الجوار، أما مدينة مأرب التي تقف قوات صنعاء على أسوارها، هناك قنوات تجري تحت بساتينها سوف تغير مسار الحرب، والمصالح في المنطقة، وتعانق مأرب صنعاء، وشبوة تعانق عدن، وتعود الثروات النفطية والغازية وغيرها لصالح الشعب اليمني في الشمال والجنوب بعيدًا عن تسلط حكومة هادي، وحزب الإصلاح.

التطور النوعي في الصناعات العسكرية

حكومة الإنقاذ التي تم تشكيلها في صنعاء خلال سنوات الحرب؛ حققت معجزات خارقة تجاوزت كل التوقعات، لقد صنعوا لأنفسهم مجدًا خاصًا بهم سوف يدرس في كليات الحرب العالمية، ولن تجرؤ أي دولة بعد اليوم مجرد التفكير في التعدي على اليمن.

لقد أخضعوا العالم لمطالبهم العادلة، التي تتمثل في وقف الحرب ورفع الحصار وإعادة الإعمار وعدم التدخل في شؤن اليمن، كل ذلك بعد أن طورو صناعاتهم العسكرية المرعبة، وأهمها الصواريخ طويلة المدى والطائرات المسيرة القادرة على الوصول إلى أي دولة خارج حدود المنطقة، وإصابة أهدافها بدقة عالية، في أكثر الأماكن تحصينًا وحماية، حيث عجزت أمام تلك الضربات الموجعة احدث القدرات الدفاعية تطورًا في العالم.

كل الخطط العسكرية المعروفة في الحروب فشلت في اليمن، انهزمت فرق الموت الأجنبية المدربة على الحروب في أخطر الأماكن، والتي لم تصمد أمام المقاتل اليمني الذي أحرق الأرض من تحت اقدامهم، وجرعهم الخوف والرعب، ومن بقي منهم على قيد الحياة ذهبوا إلى المصحات النفسية من هول المواجهات المرعبة التي عاشوها في جبال اليمن، والتي أنستهم كل ما تعلموه في أقوى الأكاديميات العسكرية في العالم.

هزيمة ساحقة القوات الجنجويد في اليمن

قوات الجنجويد آلة القتل الوحشية المتعطشة للدماء، القادمة من جبال السودان قُتل وأصيب منهم أكثر من 15 الف مقاتل وهو نصف العدد الذي تم إرساله إلى اليمن لدعم حكومة هادي ضد قوات صنعاء، عندما تم إرسالهم إلى اليمن توقعوا أنهم في نزهة، ولم يدركوا بأن في اليمن أسودًا من كوكبًا آخر الحرب لعبتهم لا يعرفون الخوف ولا يشعرون بالألم، بسطاء في مظهرهم عظماء في أفعالهم احرقوا الأرض وهدموا الجبال على جثث المعتدين على أرضهم، حتى إرتفعت أصوات من بقي من قوات الجنجويد تنادي حكومتهم بإخراجهم من جحيم اليمن، لم يلبي أحدًا طلبهم وكأن من أرسلهم يريد التخلص منهم في جبال اليمن.

فرار بلاك ووتر من اليمن!

قال أحد الجنرالات المؤسسين لمنظمة “بلاك ووتر” عن الجيش اليمني ولجانه الشعبية التابعين لحكومة صنعاء قائلاً “من يستهين بقوة وتكتيك هذا الجيش لم يعرف الحرب ولا تكتيكاتها العسكرية وانه فعلًا سيلاقي حتفه في أول معركة يشارك فيها، الحقيقة لقد واجهنا جيشًا يفوقنا في الخبرة والمهارات القتالية العالية لم نواجه مثله من قبل، خسارتنا كانت كبيرة في العتاد والأرواح، إنهم يقاتلون بطريقة مختلفة يهاجموننا من الأماكن التي لم نتوقعها إنهم مقاتلين لايعرفون الخوف والألم، أمام شجاعتهم نسينا كل ما تعلمناه في فنون الحروب، حينها عرفنا بأننا غير مؤهلين لمواجهتهم، لو حصل هؤلاء على الغطاء الجوي أنا على ثقة بأنهم سوف يصنعون المعجزات، ولن يقف أي جيش أمامهم، لقد لقنونا دروسًا قاسية، لن ننساها، وستظل في ذاكرتنا، ما حيينا، وذلك ما جعلنا نطلب المغادرة من اليمن حفاظًا على من تبقى منا”.

اليمن: تاريخ عظيم، ومقبرة الكل الغزاة!

ملوك اليمن حكموا الأرض من مشرقها إلى مغربها، وفي عصر الاسلام اليمن هي التي أرست قواعد الدولة الإسلامية، وفتح جيوشها العالم، بعد أن اسقطو أعظم الامبراطوريات في التاريخ، أبنا اليمن من الفرسان والعلماء والتجار هُم الذين أوصلوا الاسلام إلى أسبانيا وماليزيا والصين، وتركيا وروسيا، وإندونيسيا واوروبا وبقية دول العالم.

لقد عجزت كل الإمبراطوريات القوية عبر التاريخ من إحتلال اليمن وإخضاعه والسيطرة عليه وفرض ثقافة الغير على شعبه الذي ضَل معتزًا بتاريخه وقيمه وحضارته، ودافع عنها بقوة وبأس، أفنوا جيوشًا بكاملها عندما فكرت يومًا في غزو اليمن، ومنها الجيوش العثمانية التي خسرت في أرض اليمن أكثر من نصف مليون مقاتل، لذلك وصفت اليمن بمقبرة الأناضول ومقبرة الغزاة.

وهذا ما قاله رئيس الجمهورية التركية عصمت أونونو عن اليمن: “أنا حاربت جميع الأقوام، حاربت الإنجليز وحاربت الصرب، وحاربت اليونان، وحاربت الروس وأيضاً حاربت في اليمن، عندما كنت قائدًا للحامية التركية هناك، ولكن مثل اليمنيين محاربين أشداء لم أجد في حياتي، خسرنا أغلب جيوشنا في أرض اليمن ولم يعد إلى الوطن سو القليل”.

مرحلة بناء الدولة اليمنية بمشاركة الجميع!

صنعاء عاصمة التاريخ ومنبع الحضارة خلف أسوارها يتم صناعة مستقبل اليمن!

حكومة صنعاء أمام مسؤلية كبيرة تتمثل في احتواء الكوادر والكفاءات من مختلف فئات الشعب اليمني بعيدًا عن المحاصصة والتقاسم، المرحلة صعبة وتتطلب حشد كافة الجهود والخبرات من أجل نهضة اليمن وتطوره ولن يحدث ذلك إلا بتغيير شامل، الاحتكار والتسلط والدكتاتورية في إدارة الحكم، تجارب أثبتت فشلها في العالم العربي، حان الوقت لإشراك النخب الوطنية المؤهلة القادرة على حمل مشروع وطني ينقل اليمن إلى المكانة التي تليق بتاريخها وحضارتها ويوفر لشعبها التقدم والرخاء في ظل الدولة العادلة.

بناء الدولة يحتاج إلى تكاتف الجهود، والسير في خطى ثابتة نحو بناء الدولة اليمنية القوية، بمشاركة جميع القوى الوطنية، هدف الجميع هو تأسيس نظام سياسي نزيه وعادل يوفر الحقوق الكاملة، ويضمن الحرية والنهضة والرخاء، والمشاركة الفاعلة لكافة أفراد المجتمع اليمني، المستقبل القريب يحمل الخير الكثير لأبناء اليمن السعيد، من يرغب في المشاركة في صنع المستقبل أبواب صنعاء مفتوحة، ومن أحب عيش الذل ورضي البقاء في صفوف المتسولين على عتبات الحكام، فلن يقبله وطن الشرفاء.

* المصدر : رأي اليوم
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 12-ديسمبر-2024 الساعة: 01:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-45314.htm