صعدة برس -
في زمنٍ طغى فيه الصمت والخذلان، وغلبة شهوة التطبيع في نفوس المسلمين، ترتفع من صنعاء صرخة لنُصرة كتاب الله القرآن الكريم، ليس عبر بيانات الإدانات والاستنكار، بل بالغضب والنفير والوعي القرآني من ميادين العزة، ردًّا على إساءة الجريمة العنصرية الأمريكية للمصحف الشريف.

وفي زمن العنصرية والتجاوز الصارخ على أعظم مقدّسات الإسلام في أمريكا، بلاد الديمقراطية وراعية حقوق الإنسان وحرية الأديان، وقف المرشح الأمريكي جيك لانغ على مِنصة مرسوم عليها شعار الصليب أمام مسجد "إيبيك" في مدينة "بلانو" بولاية تكساس، ووضع نسخة من المصحف الشريف في فم رأس خنزير، في تظاهرة مُعادية للإسلام.

وفي تفاصيل التجمّع العنصري، ظهر الصهيوني لانغ، في مقطع فيديو تداولته المواقع الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي، حاملاً رأس حيوان خنزير وبفمه نسخة من القرآن الكريم، واصفًا حيوان الخنزير بـ"نقطة ضعف الإسلام".

وقال في تظاهرة الكراهية والعنصرية ضد الإسلام: "ها هو نقطة ضعفكم أيها المسلمون (في إشارة إلى القرآن الكريم)، سنردكم من حيث أتيتم، حاملين الخنازير بأيدينا، ومسيحنا في قلوبنا.. أنصحكم بالمغادرة قبل بدء الحروب الصليبية الفعلية".

ونظم الصهيوني لانغ تظاهرات عنصرية في مدينة بلانو وولايات ديربورن - ميشيغان، ضمن حملته المناهضة لما أسماها "أسلمة أمريكا"، وردد فيها المتظاهرون شعارات الكراهية ضد دين الإسلام والمسلمين والمقدسات الإسلامية والقرآن الكريم.

وجيك لانغ، سجين 6 يناير، قضى 1400 يوم خلف القضبان، منها 900 يوم داخل المعتقل الانفرادي عقوبة اقتحامه مبنى الكابيتول الأمريكي، وبعد خروجه بقرار عفو من الرئيس الأمريكي دونالد، وصف نفسه بـ"المحارب الذي لا يُكسر".

في أمريكا، لم تعد الإساءة للإسلام ومقدساته، وفي مقدّمتها القرآن الكريم، مجرد ردة فعل عادية أو تصرف فردي، بل باتت وسيلة للتعبير عن الرأي بالشعارات العدائية المقيتة للإسلام والمسلمين، في أغلب الفعاليات المختلفة وأنشطة الدعاية الانتخابية لكسب ود ودعم مراكز القرار باللوبيات الصهيونية.

ومن يمن الإيمان جاء الرد:

قائد الثورة، السيد عبدالملك الحوثي، يطلق دعوة إلى كل اليمنيين بالتحرك الشعبي الواسع، بالفعاليات والوقفات الاحتجاجية والتظاهرات الكبرى، للتنديد بجريمة أمريكا في الإساءة للقرآن الكريم.

وقال السيد الحوثي: "أدعو أبناء شعبنا العزيز إلى إعلان موقفه تجاه هذه الإساءات للقرآن الكريم والمقدسات، بالتحرك الواسع بالفعاليات المعبرة في الجامعات والمدارس، والخروج في مظاهرات كبرى يوم الجمعة القادم، تعبيرًا عن الهوية الإيمانية للشعب اليمني، ورفضًا للمواقف الأمريكية والصهيونية المسيئة للقرآن الكريم".

وأضاف، في بيان الرد على الجريمة الأمريكية على القرآن الكريم، مساء الأربعاء: "إن الإساءة لأقدس المقدسات الدينية على وجه الأرض تأتي في إطار الحرب الصهيونية المستمرة، برعاية أمريكا وبريطانيا والعدو الإسرائيلي"، محمّلًا المسلمين المتخاذلين، "حكومات وشعوبًا"، المسؤولية الدينية والإنسانية في التصدي لطغيان القوى الصهيونية.

وأدانت "رابطة علماء اليمن" المواقف الأمريكية المسيئة للقرآن الكريم بأشد العبارات، ووصفتها بـ"الجريمة الأمريكية"، المعبّرة عن الاستخفاف الصارخ بمقدسات الإسلام والمسلمين، بشكل يعكس مشاعر الحقد الكبير الذي يخفيه الأعداء داخل صدورهم.

وفي اليمن، ردّ اليمنيون على إساءة لانغ للمصحف الشريف، بالنفير العام والاستنفار في الفعاليات والوقفات الاحتجاجية الغاضبة في العاصمة صنعاء والمحافظات الحرة، بتفاعل رسمي وشعبي، شمل عموم الوزارات والمؤسسات والهيئات العامة والخاصة، والمنظمات الحزبية والمدنية، والجامعات والمساجد والمدارس، والقبائل اليمنية، وفي مسيرات الغضب المليونية عصر اليوم الجمعة.

إلى المسلمين الصامتين عن الإساءة إلى كتاب الله من عضو المجموعة العنصرية "براود بويز" جيك لانغ، الذي فشل من قبل في محاولة إحراق القرآن، ما عذركم؟ وماذا أنتم فاعلون؟