صعدة برس-وكالات - بعد يومين من إدانة الأمم المتحدة لكوريا الشمالية، وفرض مزيد من العقوبات بسبب إطلاقها صاروخًا في شهر ديسمبر؛ أنذرت كوريا الشمالية بالرد باختبار الأسلحة النووية وتوجيهها ضد "عدوها" الولايات المتحدة.
من جانبه, صوَّت مجلس الأمن بالإجماع, بما فيهم الصين (أقرب حليف لكوريا الشمالية، وأكبر شركائها التجاريين) لتشديد العقوبات ضد كوريا الشمالية بسبب إطلاق صواريخ بعيدة المدى في ديسمبر الماضي, وهو التصرف الذي ينتهك الاتفاقات السابقة مع الأمم المتحدة, بينما أكدت كوريا الشمالية أن نواياها سلمية تمامًا، وأنها كانت تمارس "حقها في استخدام الفضاء" للأغراض السلمية.
مع ذلك، تبدو لهجة كوريا الشمالية قد تغيرت, كما جاء في تقارير لرويترز نقلاً عن وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن لجنة الدفاع الوطني لكوريا الشمالية: "نحن لا نخفي الحقيقة أن الأقمار الصناعية المختلفة والصواريخ بعيدة المدى التي نطلقها والاختبار النووي الرفيع المستوى الذي سوف ننفذه يستهدف الولايات المتحدة".
كما وصفت اللجنة مجلس الأمن الدولي بأنه "دمية" في أيدي الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن مجلس الأمن ينبغي أن يقدم الاعتذار عن جريمته بالتعدي بشكل خطير على استقلال دولة ذات سيادة, وإلغاء جميع القرارات غير المعقولة في آن واحد.
بعد تجربة كوريا الشمالية النووية الثالثة, يعتقد بعض المراقبين الدوليين أن قدرة كوريا الشمالية التكنولوجية لإجراء التجارب النووية قد تقدمت, وقد أفادت بعض التقارير أن البلاد لديها ما يكفي من البلوتونيوم لصنع أربعة إلى ثمانية من الأسلحة النووية الأساسية، وَفقًا لتقديرات "سيجفريد هيكر" العالم النووي في جامعة "ستانفورد" الذي زار منشآت كوريا الشمالية النووية، بما في ذلك واحدة لتخصيب اليورانيوم الذري في عام 2010م.
ووَفقًا لـ"تشيونج سيونج تشانج"، وهو محلل في معهد "سيجونج" الخاص في كوريا الجنوبية؛ فإن كوريا الشمالية قد تهدف إلى استخدام جهاز مصنوع من اليورانيوم عالي التخصيب، والذي هو أسهل للتصغير من قنابل البلوتونيوم التي اختبرتها في عامي 2006 و 2009م. بينما يحاول الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونج أون" تعزيز شرعيته في الداخل وعلى المسرح العالمي من خلال الاستمرار في اتباع سياسات والده، سياسات "الجيش أولا".
وحسبما قال "هو مون يونج"، مدير مركز الدراسات الكورية الشمالية في معهد كوريا للتوحيد الوطني في سول: لجأت كوريا الشمالية للأسف إلى لعبتها الكلاسيكية، وهي سياسة حافة الهاوية, مضيفًا بأنه في ظل هذا النظام الشمولي، يحافظ على الدكتاتورية ليس من خلال كسب قلوب الجمهور الفقير بالمال، ولكن بتوحيد الشعب من خلال استعراض للقوة العسكرية.
بلا شك, كانت الاستجابة الدولية لتهديد كوريا الشمالية اليوم سريعة، حيث دعا "جلين ديفيز", المبعوث الأمريكي الخاص لكوريا الشمالية، على عدم المضي قدمًا في الاختبار، واصفا إياه بالخطأ الفادح المحتمل والفرصة الضائعة.
بينما رأت نيويورك تايمز أن تهديد كوريا الشمالية يُسجل أجرأ علامة تحدي يمثله قائدها الجديد "كيم جونج أون"، الذي لم يتم اختباره بعد حيال عدوه الولايات المتحدة، والصين حليفها الرئيسي، وغيرها من الحكومات المتزعزعة في شمال شرق آسيا التي تشهد تحولات حساسة في السلطة.
يعتقد البعض بأن التجربة النووية يمكن حدوثها في أقرب وقت، لكي تتزامن مع تنصيب جارتها كوريا الجنوبية لرئيسها المنتخب حديثًا "بارك جيون هاي" وتوليه السلطة يوم 25 فبراير, والاحتمال الآخر هو توقيت الاختبار مع الاحتفال بعيد ميلاد والد رئيس البلاد في 16 الشهر الجاري.
في هذا الصدد, يقول الكولونيل "واي يونج سيوب"، نائب المتحدث باسم وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية، لصحيفة نيويورك تايمز "يمكن أن تجري كوريا الشمالية تجربة نووية في أقرب وقت حالما تحسم قيادتها أمرها", كما أشارت افتتاحية خليج تايمز الإماراتية إلى أن تصاعد التوترات الدولية مؤخرًا قد تسبب مرة أخرى بتراجع إمكانية التوصل إلى حل ودي للحرب الباردة في شبه الجزيرة الكورية, حيث قالت:
"إن الطريقة الصحيحة للتعامل مع كوريا الشمالية عن طريق إشراك قيادة البلاد في الحوار, حيث إن "كيم جونج أون" مثل والده تمامًا يريد استخدام برنامج بلاده النووي للحصول على تنازلات من جانب المجتمع الدولي، وضمان بقاء نظامه وسط بيئة معادية, ولن تجدي العقوبات ولا التهديدات في احتواء البرنامج النووي لكوريا الشمالية, لذلك حان الوقت لكي يقوم المجتمع الدولي بإحياء المحادثات السداسية المتوقفة للتعامل مع قضية نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية".
لكن يبدو أن كوريا الشمالية ترفض القنوات الدبلوماسية أو إحياء المحادثات السداسية, حيث ذكر بيان جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية: "تصفية الحسابات مع الولايات المتحدة يجب القيام به باستخدام القوة، وليس بالكلمات، بما أنها تعتبر شريعة الغاب هي حكم بقائها".
في الوقت ذاته, كما قال "لي سيونج يول"، الزميل الباحث في معهد الدراسات للتوحيد في سيول: "قد لا تكون الولايات المتحدة هي الهدف الوحيد من غضب كوريا الشمالية, فربما تشعر بالخيانة تجاه الصين لموافقتها على القرار الأخير للأمم المتحدة وقد تستهدف الصين أيضًا بهذا البيان".
hglw]vhttp://www.csmonitor.com/World/terrorism-security/2013/0124/North-Korea-threatens-new-nuclear-test-aimed-at-US-video |