من نحن  |  الاتصال بنا
آخر الأخبار

 - حذر مثقفون وسياسيون وأدباء من خطر (فتاوى التكفير) على الوضع السياسي والاجتماعي في اليمن باعتبارها (سلاح )إرهابي هدفه تصفية الخصوم باسم الدين ..

السبت, 06-أبريل-2013
صعدة برس -
حذر مثقفون وسياسيون وأدباء من خطر (فتاوى التكفير) على الوضع السياسي والاجتماعي في اليمن باعتبارها (سلاح )إرهابي هدفه تصفية الخصوم باسم الدين واستبداد سياسي أثقل كاهل اليمنيين بالصراعات. ومنها فتوى برأه الاختراع التي أنتجت تمردات وصراعات ألحقت باليمن أرضا وشعبا خسائر فادحة .
مؤكدين في الندوة الفكرية التي أقامتها المنظمة الوطنية لمناهضة العنف والإرهاب بالتعاون مع المعهد اليمني للتنمية الديمقراطية - أن احتكار تفسير الدين على( جماعة فقط )كهانة بشعة قيدت عقل الإنسان وإرادته بأغلال الرجعية.
واستعرض البروفيسور سيف العسلي في ورقته ( الارهاب والفقر ) بقوله ان التزامين بين هاتين الظاهرتين يثير العديد من الاسئلة المهمة ، متسائلا : ( هل الارهاب هو نتيجة الفقر أم ان الفقر هو نتيجة للإرهاب أم ان هناك عوامل تأثر على الظاهرتين معا ).؟!.
وأشار العسلي الى التعريف والاسباب للإرهاب بإعتبار الارهاب هو قتل النفس والتهديد بقتلها اذا ان هناك فرقا بين قتل النفس عشوائيا وبين قتلها وفقا لضوابط ومعايير قانونية واخلاقية ، معتبرا تهديد ابن ادم لقتله من جرائم الظلم كونه لا يعطي للظلم والظالم أي فرصة لتبرير تصرفه ، وان قتل النفس أمرا خطير وبالتالي فإنه لا يحق لأحد ان يحدده من تلقائي نفسه حتى لو كان مظلوما .
مشيرا الى ان السلام لا يمكن ان يكون مجزاءً بل كل متكامل اما السلام للجميع وأما الاسلام فلا يمكن ان يكون هناك سلام للبعض وارهاب للبعض الاخر ، أي ان ممارسة العنف لا بد أن يكون محدودا ومنضبطا والا لتحول الى نوع من انواع الارهاب.
مؤكدا بأن الاهاب يعد من الافات التي تحول حياة المجتمعات الى جحيم وعلى الرغم من ذلك فإن هناك من يبرر ذلك فعتبارات دينية أو سياسية أو اجتماعية ، ولا شك ان من يرغب بذلك هو الانسان غير الطبيعي كون الانسان الطبيعي يمقت قتل النفس بدون ذنب، ثم ان من يبرر الارهاب أو يمارسه هو في الحقيقة انسان يعاني من اضطرابات نفسية قد تكون اسبابها الظاهرة او الباطنة اقتصادية أو دينية.منوها الى ان الارهابيين يلجئون الى تبرير اعمالهم الارهابية من خلال تبني شعارات دينية زائفة ، فمن ذلك وجوب الحفاظ على الدين من خلال قتل المخالفين بحجة بحجة انهم اعداء للدين زبالتالي لله الدين الحقيقي هو الذي يحمي النفس والمال والعرض.
أما الشيخ محمد احمد مفتاح أمين عام حزب الأمة فقد اشار في ورقته الى ان التكفير هو توطأة لإستباحة دم وعرض ومال المستهدف به ، والتكفير غالبا ما يكون لموقف سياسي يوظف القداسة الدينية لتصفية الحسابات السياسية ويحقق لممتهنة فرصة التجييش العاطفي وتحشيد الاتباع والانصار ويسهل تشويه الخصوم وتبرير تصفيتهم الحسية والمعنوية .
مشيرا الى ان الانتهازيون والمستغلون يعمدون الى قلة الوعي وضعف الثقافة الدينية لإختصار الطريق لنيل وتحقيق المكاسب السياسية لتكفير خصومهم إما صراحة وأما ضمنا لما يحقق مأربهم الخبيثة ، ويستخدمون التكفير وسيلة ضغط لإبتزاز من يقدرون على ابتزازهم من اصحاب النفوذ والثروة .
مؤكدا بان كلفة التكفير على المستوى السياسي فادحة للغاية ، وان التكفير أحد الاسلحة المعنوية للدمار الشامل ، كما ان التكفير وظيفة تدميرية للنسيج الاجتماعي ويتسبب في تمزيق أواصر الاجتماعية خاصة في حال تمكن التكفيريين من ادوات القهر والابتزاز.
حيث أكد الأديب والكاتب عبدالرحمن مراد أن الفتاوى الرائجة في الخطاب الديني عند بعض الجماعات لم تكن إلا سلاحاً فتاكاً تستخدمه تلك الجماعات لتصفية حساباتها السياسية مع الآخر ولتحقيق أهدافها السياسية في ذاتها وبعد قدرتها على الهيمنة على السياق الثقافي وعلى الوجدان العام استطاع الربيع العربي أن يكشف مقاصدها المبتذلة ويحد من فاعليتها وعلى المثقف الفرد والمثقف العضوي الطلائعي أن يستشعر دوره في هذا المنعطف الخطير من تاريخ الأمة ويعيد الاعتبار للقيمة الثقافية والحضارية للإسلام ولمقاصده الإنسانية النبيلة.
وأشار إلى أن استهداف الفكر القومي وضربه في عمقه هو تمكين للجماعات الإرهابية وهو المبرر الأساس لنا في القول بضغط المجتمع الدولي بإضعاف الفكر التنويري المساند لقيم الخير والحق والعدل والسلام ، ولعل الظاهرة الأخطر التي تهدد أمن واستقرار المجتمع المسلم في الحاضر والمستقبل القريب هي نشوء ما يسمى فقه الواقع ، وفقه الثورات.
وقال: فالمثقف الديني يعمل تحت غطاء فقه الواقع لتصدير فتاوى تخل بالقيم الأخلاقية للمجتمع المسلم كزواج المسيار والزواج السياحي وسمعنا مؤخراً تحت غطاء فقه الثورات فتوى "جهاد المناكحة" ومثل ذلك كما لا يخفى لا يخلو من استهداف البنية الاجتماعية والعمل على تفكيكها كما أنها تعمل على تشويه الصورة المثالية للمنظومة الدينية في تصورات عامة الناس .
وأضاف مراد: فالإسلام في بعده العقائدي وبعده الأخلاقي لا يقر ذلك التوحش والهيمنة على خيارات الناس ويرفض الإكراه ، كما أنه يحترم إنسانية الإنسان ويقول أنه مكرَّم ومخلوق في أحسن تقويم ويأنف أن تغتصب الحرائر تحت مبرر جهاد المناكحة .
وأضاف عبدالرحمن مراد إن موضوع التكفير ليس جديداً فقد حضر بجلاء في فترات تاريخية مختلفة من حقب التاريخ الإسلامي وكانت تفرضه الضرورة السياسية الرامية إلى استمرار ثنائية الهيمنة والخضوع وتتبع تلك الحالات في كل حقب التاريخ من الصعوبة بالمكان الذي لا يحتمله المقام ولكني سأبدأ من القرن الماضي وتحديداً من مطلعه حين بدأت النواة الأولى للحركة الإسلامية السياسية "الإخوان المسلمون" إذ مع هذه الحركة ظهرت كثير من الفرق "كالهجرة والتكفير" وجماعة الجهاد والجماعات القطبية وغير أولئك من الجماعات التي اشتغلت على مبادئ جاهلية المجتمعات والتكفير والحسبة.
أما الباحث سراج الدين اليماني فقد أشار في ورقة العمل التي كانت بعنوان التدمير بالتكفير ( معالجات ) إلى إنّ ظاهرةَ الغلوّ في التكفير والاعتساف لهي من أخطرِ ما بُليت به الأمّة فحوّلها إلى إسرافٍ في أطراف.وقد بدأت هذه الفتنةُ بحَرب كلام، وانتهت إلى استحلال الدم الحرام، وزاد شططُها حينما حُمِل السلاحُ في وجه الأمّة، وأذكِي أُوارُها حينما برزت في صورةِ فتاوًى تكفيريّة تحريضيّة، تلقّفها حُدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، فسلكوا مسالكَ أهل البغيِ والإجرام، فهل بعدَ هذا يسَعُ السكوتُ من أهل الإسلام؟
وقال إن التكفير والتدمير تنعكس آثاره السلبية على العالم بأسره، واليومَ نرى الأمرَ أمرًا منكرًا، فما زال الفِكر التكفيريّ يسري بقوّةٍ في صفوف شبابِ الأمة الذين نظر بعضُهم إلى المجتمعات نظرةً سوداويّة قاتمة، وأنّه لا مَخرجَ من المِحَن والبلايا التي رُزئت بها الأمّة إلا بالتكفير ثم التفجير والتدمير.
وتطرق إلى أن أهم المعالجات الضرورية للفكر التكفيري هو بالعلم العِلم، والفهم، والحِوار ، حتى لا تخربَ الديار ويحلّ الدّمار وما أشبهَ الليلةَ بالبارحة، فلقد كفَّر أسلافُ هؤلاء خيارَ هذه الأمة من صحابة رسول الله، ورضي الله عنهم وأرضاهم، وجازى من كفّرهم وعاداهم بما يستحقّ دنيا وأخرى ,ولذلك العلماء هم أولى الناس بمواجهة ذلك الخطر
وممّا مدّ في أجل هذا الفكرِ المتهافِت وبسَط رواجَه هو التقصيرُ في التصدّي له وذكرِ أسبابه، والتي من أهمِّها ضحالةُ العِلم وقلّةُ الفهم والخطأ في منهجيّة الطلَب والتحصيل، فلم يُؤخَذ العلم من أهلِه المعروفين، بل زُهِّد فيهم، وأُفقِدتِ الثقةُ بهم، مع عدَم الدراية بمقاصِد الشريعة وقواعدِ الفقه ورعاية المصالح العليا في الأمّة والتعلُّق بشُبَه ومتشابهات، مع تركٍ للنصوصِ المحكمات الواضحات.
ودعا سراج الدين إلى التوافق على خطة دعوية وتوحيد الخطاب خاصة في الأزمات والتوقف عن الفتاوى التكفيرية إضافة إلى إيجاد منهج للتربية وتدريسه لتعليم الأمة التعامل الحضاري والأدب.
من جانبه طالب الباحث وضاح عبدالباري طاهر في ورقته التي تحدث فيها عن التكفير وأثره على المسار السياسي والاجتماعي في اليمن بإصلاح نظم التعليم بالتعريف بجوهر الإسلام الذي يقوم على الرحمة والرفق والقبول بالرأي الآخر، وتجديد الخطاب الديني تجديداً نتجاوز به إشكالات الماضي وصراعاته ، وفتح باب الحوار أمام الفرقاء لبحث مسائل الخلاف ، وتقريب وجهات النظر، بعيداً عن التكفير والتخوين.
داعيا إلى ضرورة إعادة النظر في العلاقة بين الدين و الدولة كون صراع الأيديولوجي الذي يحدث في التاريخ الإسلامي يدار بتوجيه من السياسة؛ إذ كانت بعض الدول تتبنى منظومة فكرية معينة وتضطهد ما سواها؛ وهذا مما يزيد في معدل العنف، ويديم أمد الصراع .. فينبغي إقامة برزخ بينهما: (الدين والدولة)؛ حتى لا يبغي أحدهما على الآخر ، وفي هذا الإجراء - أيضاً - حفاظ على الكيانين: الدين والدولة معاً
أما الناشط السياسي الدكتور محمد شذان فقط استعرض خلال ورقة عمله مخاطر التغيير في المنظومة السياسية من خلال الفتاوى التكفيرية مستشهدا في ذلك بفتاوى برأه الاختراع التي أدخلت اليمن في أزمة أنهكت الوطن والمواطن .
وقال إن الإسلام السياسي الذي يطرح نفسه كبديل اليوم لم يغادر الوعي الاستبدادي، فالتحولات الديمقراطية مثلا لا يكون بنائها بدولة ضعيفة غير قادرة على فرض وجودها، ولن يتمكن التنظيم الاسلاموي من فرض هيبتها من خلال تجذير نفسه في المجتمع المدني وفي مؤسسات الدولة، فالحركات الإسلامية تفرض سلوكا مهيمنا على الدولة من خلال مشاركة تعبوية، تعتمد على الدين والفتاوى والمواعظ التي تستخدم لتصفية حسابات ومطامع سياسية معينة ..
مؤكدا أن احتكار تفسير الدين من قبل أي جهة يمثل كهانة بشعة تجعل من الدين أغلال تقيد عقل الإنسان وتكفيره وإرادته وتجعل منه عبدا لكلمات ما انزل الله بها من سلطان (فتاوى ) ليست مراد الله بل رأي فرد أو أفراد وبعض الدعاة وأصحاب الفتاوى الذين جعلوا الدين ملكية خاصة بهم ففندوا الناس حسب أهوائهم ولا يمكن أن يكون الرأي الفقهي ثابت فهذا مستحيل فابن القيم يرى أن رأي المجتهد يتغير بحسب تغير المكان والزمان والحال والنية والعادة وهذه الأمور متغيرة لذا فالرأي يتغير تلقائيا وتجميده يعني خراب للدنيا وتشويه الدين إن لم يؤدي إلى تجميده وهذا يعني نفيه
مشيراً إلى أن الفتاوى هي من تنتج أخطر قوى التمرد و الصراعات في اليمن بسبب تأثر شريحة واسعة من الناس بالجماعات الواعظة والشيوخ أصحاب الفتاوى الجدلية )وهي الحركات الدينية المتبنية للقتال لتحقيق أهدافها، فإضعاف الدولة وإنهاك أذرعها العسكرية والأمنية وانفجار حرب بين القوى المتنازعة على الحكم كفيل بتحويل اليمن إلى منطقة مفرغة من الدولة بيئتها تعمها الفوضى لتسهل للقوى الإرهابية الحركة والتعبئة والتجنيد لعقائدها
مؤكدا في توصيات ورقة عمله أن القضاء على الإرهاب في اليمن يبدأ بنسف الفكر الذي يؤسس له ومحاضنه ودفع اليمن نحو التجدد والمقدمة الأولية هي بناء الدولة اليمنية الحديثة وليس بناء مشروع الإمارة الإسلامية وهيئات الأمر بالمعروف.
مشددا على ضرورة تفكيك التدين الشعبي لأنه مصدر الهام من يدعون حق الفتوى واحتكار الدين على جماعتهم وعناصرهم.
نماذج لأبرز من طالهم الارهاب الفكري
عرف المجتمع اليمني في كل تاريخه القديم والحديث انه مجتمع وسطي متسامح ينحاز للحرية ويوقر الابداع ..الا انه منذ ثمانينات القرن الماضي برزت موجة استخدام التكفير كوسيلة للصراع السياسي وقدم الاسلام السياسي باقة متنوعة من الفتاوى التي طالت العديد من الوجوه الثقافية والفكرية في اليمن بهدف السيطرة على حركة المجتمع وتوجيه مسار التطور العام للدولة اليمنية الحديثة .. وقد رصدت المنظمة ابرز ضحايا النزعة التكفيرية خلال ثلاثة عقود ونيف في بروشور تم توزيعه خلال فعالية الندوة تضمن فيه أهم من صدرت بحقهم فتاوى كالتالي:
الكاتب والأستاذ الجامعي الدكتور حمود العودي كُفر بسبب اصداره كتاب (المدخل الاجتماعي في دراسة التاريخ والتراث العربي والاسلامي) ووجهت له احدى عشرة تهمة من واقع الكتاب الذي قال فيه بأن الانسان اليمني عندما بنى المدرجات قد خلق الارض الزراعية من العدم وركز على هذا القول مبدأ التهمة الأولى بحجة انه تجاوز ان الله هو خالق كل شيء وكذا معتقدات الملحدين بأن الطبيعة هي التي خلقت كل شيء ونسب الخلق لنفسه ، وكان رده قول الزبيري(يوم من الدهر لم تصنع أشعته**شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا) ليكون حينها أول المكفرين في اليمن وتعرض لأشهر محاكمة في التاريخ الحديث لليمن نهاية الثمانينات قضت بإعدامه وفر حينها هاربا إلى عدن.
شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح، صدرت ضده أكثر من فتوى تكفيرية كان اولها بسبب قصيدة شعرية في كتابه ( بسيف الثائر علي ابن الفضل )في ثمانينات القرن الماضي وأخرها في العام 2004م ،عشية اعلان صنعاء عاصمة للثقافة العربية من قبل جماعة متطرفة تنشط في منطقة الحجرية بتعز،وصفته بالكافر وأنه أسوأ من الشيطان بُعيد اختتام مؤتمر "حوار الحضارات" الذي شهدته صنعاء والذي دعا فيه المقالح الى تعزيز الحوار الثقافي والحضاري ونشر قيم التفاهم والتسامح وإشاعة ثقافة السلام ورفض ثقافتي العنف والتكفير.
الشاعر والروائي عبد الكريم الرازحي اصدرت بحقه فتوى تكفيرية واتهمته ذات الجماعة بالتجديف بحق الذات الإلهية بسبب نشره لحكاية مترجمة للأطفال وهي أسطورة إغريقية ، فاعتبرها الجهاديون (مسا بالدين) وأباحوا دمه.
الكاتب والأستاذ الجامعي الدكتور ابو بكر السقاف تعرض لهجمة تكفيرية شرسة عندما أعلن صرخته في وجه ما يتعرض له أبناء المحافظات الجنوبية أثناء وبعد حرب 94م فقذفوه بتهمة الكفر والارتداد .
الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي، صدرت ضده فتاوى تكفيرية كان اولها عندما كُفرت قيادات الحزب الاشتراكي،وتجددت الفتوى ذاتها في عام 2003م من قبل رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح، وتكررت للمرة الثالثة أواخر 2012،من قبل عضو كتلة الإصلاح البرلمانية عارف الصبري الذي هاجم في كتيب(الحوار عمار أم دمار)عدداً من الناشطين السياسيين والحقوقيين أعضاء اللجنة التحضيرية للحوار الوطني وبينهم ياسين نفسه وتضمن الكتاب مواقف تكفيرية خطيرة لهم.
الصحفية والأكاديمية الراحلة الدكتورة رءوفة حسن كُفرت عام 1999م وكانت أكثر النساء اليمنيات تعرضاً لهجمات التكفير والتحريض خصوصاً بعد تنظيم مركز الدراسات النسوية الذي كانت ترأسه مؤتمراً حول الجندر أواخر القرن الماضي، وأثيرت ضجة كبيرة حول هذا المؤتمر وتم تكفير المركز ورئيسته واستهدافهما بشكل واسع .
الصحفي سمير اليوسفي اتهم بالردة وتعرض لأشهر قضية استهداف في العام 2000م إثر إعادة نشر صحيفة الثقافية التي كان يرأس تحريرها رواية «صنعاء مدينة مفتوحة» للروائي الراحل محمد عبد الولي، والتي رأى التكفيريون أنها تتعدى على الذات الإلهية.
وطالبت النيابة إحالته الى محكمة غرب الامانة بتهمة الردة غير ان الرئيس السابق علي عبدالله صالح تدخل حينها وأحال القضية لنائبه عبدربه منصور هادي- الرئيس الحالي – لحلها وديا .. وبعد أن رفعت قضية من قبل وزير الاعلام حينها عبدالرحمن الاكوع وقرابة 500 اعلامي على رجل الدين عبدالمجيد الزنداني الذي تبنى تكفير الصحفي اليوسفي على خلفية الرواية سالفة الذكر..وتم الاتفاق آنذاك في منزل نائب الرئيس على توقيف قضية الدعوى الخاصة باليوسفي مقابل تنازل وزارة الاعلام والصحفيين عن القضية المرفوعة ضد الزنداني الذي اتهمهم آنذاك بالعهر والفجور.
الشهيد جار الله عمر الامين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني اغتيل في ديسمبر 2002م، على يد متطرف بفتوى خلية جهادية تسمى(مسيك للتنظيم السري) امتداداً لفتاوى 1994م التي كفرت قيادات الحزب وأباحت دماء أبناء الجنوب.
المفكر والمحلل السياسي عبدالجبار سعد تم تكفيره على اثر كتاباته وانتقاداته لحزب الاصلاح وتبين بعد اعترف قاتل الشهيد جار الله عمر بأن الكاتب كان ضمن قائمة المكفرين التي اصدرها متشددون أوائل العام 2003م
الشاعر والروائي علي المقري تعرض للتكفير في العام 1997م إثر نشره بحثاً عن الخمر والنبيذ في الإسلام- وجاء تكفيره الثاني في العام 2007م من على منبر خطبة الجمعة وعلى لسان ناصر الشيباني وزير الأوقاف الأسبق.
في العام 2007م كفر الكاتب احمد الحبيشي وطاقم صحيفة 14اكتوبر الذي يرأس تحريرها بسبب نشر الصحيفة مقالا للمفكر الاسلامي احمد صبحي منصور رد فيه على كتاب ايمن الظواهري الذي اصدره بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر الارهابية بعنوان.. (فرسان تحت بيارق النبي) .. وصف فيه مفجري برجي منهاتن بأنهم اوفياء للحديث النبوي الذي يقول : ( لقد أمرني الله بأن اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله محمد رسول الله فإن قالوها عصموا عني وعن اتباعي دمائهم وأموالهم ونسائهم ).. وفي ذلك المقال الذي كتبه المفكر الاسلامي الأزهري المصري الشيخ احمد صبحي منصور نفى ان يكون هذا الحديث صحيحا بحجة انه يخالف قوله تعالى مخاطبا النبي " ص" : أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين صدق الله العظيم وفي العام 2008 م تجدد تكفير الصحيفة وهيئة تحريرها بسبب موقف الصحيفة الداعم لتنظيم مهرجان عدن الغنائي الأول الذي شاركت في احيائه الفنانة العربية اصالة نصري وكان موقف الصحيفة مناهضا لبيان أصدره الزنداني وعدد من العلماء دعو فيه الى منع اقامة المهرجان بحجة ان الاسلام يحرم الموسيقى والغناء وتلاه بيان اخر لتنظيم القاعدة هدد فيه الفنانه نصري بالقتل ان هي وصلت عدن كما هدد -أي البيان- بتفجير مقر المهرجان وحذر الناس من المشاركة فيه.. وقد بدأ للناس حينها أن تنظيم القاعدة على صلة بالبيان السابق من علماء اليمن.
في العام 2008.تعرض البرلماني والناشط الحقوقي «أحمد سيف حاشد» لهجمة شراسة تحت قبة البرلمان بذريعة نشر صحيفة المستقلة التي يرأس تحريرها مواضيع عن مخاطر العادة السرية لدى الفتيات، عدت مجرمة من قبل المتشددين.
الصحفي نبيل سيف الكميم كُفر تحت قبة البرلمان وهدد بسحب الجنسية اليمنية منه في العام
الصحفية سامية الاغبري كفرت بسبب كلمة القتها في مهرجان الذكرى العاشرة لاستشهاد جار الله عمر انتقدت فيها بعض قيادات التجمع اليمني للإصلاح .
الصحفي والكاتب فكري قاسم أحد الأربعة الذين شملتهم فتوى تكفير وقع عليها الزنداني ( ابرز المتشددين في التجمع اليمني للإصلاح ) والديلمي – صاحب اشهر فتاوى التكفير وإباحة دماء الجنوبيين في 1994م – كفر الصحفي قاسم وزملائه الاربعة على خلفية كتاباتهم في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، صنفته الجماعات المتشددة - إساءة للذات الإلهية وقيم وعادات المجتمع.
الصحفية والناشطة بشرى المقطري تم تكفيرها بسبب مقال لها عن مسيرة الحياة الراجلة من تعز إلى صنعاء صنفته الجماعات المتشددة خروجا عن الاسلام وإساءة للذات الالهية ، وتعرضت الكاتبة لحملة شرسة من قبل المتشددين.
القاضي علي علي السعيدي اتهم بالردة وطالبت النيابة العامة بإعدامه والتفريق بينه وزوجته وفصله من الوظيفة العامة بسبب نشره لأفكاره وتوجهاته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"اعتبرت مجرمة وردة عن الدين وما تزال قضيته حتى اللحظة منظورة لدى النيابة العامة.
قبل اسابيع ظهرت علينا جماعات متشددة تطلق على نفسها "جماعة التوحيد " لتكفر الكاتب والمناظر أحمد عبد الله الصوفي وتتهمه بالخروج عن الدين بسبب روايته الشهيرة "مأساة ابليس " التي اتهم فيها بالخروج على الأفكار والمعتقدات الإسلامية ودعت تلك الجماعات المتشددة الى تحريم الرواية التي اعتبرتها منكرا عظيما ونشرها يعد إثما عظيما يتحمله من كتب الرواية وطبعها ونشرها واشتراها وساهم في نشرها كونها "بحسب تلك الجماعة" تنتهك الضوابط الشرعية للتفكير وعلوم الفلسفة والفكر.
همسة:
وإذا كان العنف اللفظي الذي اصبح جزء من حياة اليمنيين ويتجه نحو التعاظم في حسم الصراعات مقدمة طبيعية للعنف العملي فهاهي المؤشرات تقول انه هو الذي سيئول اليه الحال في الاوطان التي تشهد حالة من الانفلات الامني وانهيار الدولة لتصفية الحسابات مع جميع التيارات المعادية لهذا النوع من الفهم الضاري للدين وهو ما يستوجب اصطفافا مجتمعيا ثقافيا وأدبيا وفكريا للوقف امام هذه الظاهرة والتوعية بمخاطر تفشيها وانعكاساتها السلبية على النسيج الاجتماعي وفتح بابا النقاش بين المهتمين والمعنيين والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم لتبصير المجتمع وتمكينه من تجاوز هذه الافكار وعدم الانجرار ورائها وترشيد الخطاب الديني .

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
انشر في تيليجرام
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

مختارات
شاهد مصانع الارتقاء للبلاستيك - فيديو
صعدة برس - خاص
شاهد بالفيديو.. تفاصيل عملية "فجر الإنتصار" بمأرب
صعدة برس - وكالات
جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 2000 يوم "انفوجرافيك"
صعدة برس-متابعات
ست سنوات على العدوان على اليمن.. خسائر بالجملة
صعدة برس
شاهد.. ابشع مجزرة بحق 34 طفل و10 نساء بمنطقة صبر – صعدة
صعدة برس
ابشع مجزرة يرتكبها طيران العدوان السعودي في اليمن بحق معزين بالصالة الكبرى بصنعاء
صعدة برس
شاهد..جريمة قصف العدوان السعودي الأمريكي مديرية الجراحي جنوب الحديدة
صعدة برس
مشاهد مروعة لمجزرة طيران العدوان السعودي في مدينة يريم بإب
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
شاهد..Saudi Arabia crimes in Yemen جرائم التحالف السعودي في اليمن
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة صعدة برس الإخبارية)