من نحن  |  الاتصال بنا
آخر الأخبار

 - نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية وثيقة جديدة أفرج عنها جهاز المخابرات العسكري الإسرائيلي "أمان" وتُنشَر للمرة الأولى، على خلفية مرور "60 عاما" على قضية..

الأحد, 24-أغسطس-2014
صعدة برس-وكالات -
نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية وثيقة جديدة أفرج عنها جهاز المخابرات العسكري الإسرائيلي "أمان" وتُنشَر للمرة الأولى، على خلفية مرور "60 عاما" على قضية الكشف عن خلية تجسس إسرائيلية فى مصر عرفت باسم "فضيحة لافون" وهى شبكة يهودية استهدفت المصالح الأمريكية فى مصر عام 1954 لافساد العلاقات المصرية الأمريكية، فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بما يجعلها واحدة من أول وأقدم شبكات التجسس والتخريب الإسرائيلية فى مصر.

وبحسب الصحيفة فإن الوثيقة تكشف عن التجاهل الإسرائيلى الحكومى التام للسجناء الإسرائيليين الذين سقطوا فى أيدى السلطات المصرية فى تلك القضية إضافة إلى الكشف عن العلاقة الوثيقة التى نشأت بين أحد السجناء الاسرائيلين مع عناصر جماعة الإخوان المحتجزين خلال عهد الزعيم "جمال عبدالناصر" من خلال شهادته بعد أن عاد إلى إسرائيل.

ووصفت الصحيفة الوثيقة الجديدة وشهادة روبرت داسا أحد المتهمين الثلاثة الذين لا يزالون على قيد الحياة بعد ترحيلهم إلى إسرائيل بـ"سخرية التاريخ "،مشيرة إلى أن السخرية تكمن فى أنه فى الوقت الذى تتفاوض فيه مصر وتسعى لاحتواء التصعيد على قطاع غزة، يكتمل مرور 60 عاما بالكامل على وقوع التفجير الذى كشف عن أكبر شبكة تجسس وتخريب إسرائيلية فى مصر، إذ حدث بمحض الصدفة فى 23 يوليو من عام 1954 ،حيث انفجرت عبوة ناسفة بالخطأ فى جيب "فيليب ناثانزون" أحد أعضاء الشبكة اليهودية فى مصر والتى جندتها الوحدة 131 فى جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلى.

وبعد انفجار العبوة بالخطأ فى جيب "ناثانزون" استطاعت السلطات المصرية وقتها القبض عليه واعتقال عدد كبير من أعضاء الخلية الإسرائيلية فى القاهرة والإسكندرية فى خلال أيام معدودة ؛ بحيث اعتقل تقريباً كل أعضاء الخلية باستثناء قائدها "آفرى إلعاد" وكان الهدف الأساسى من عمليات تلك الخلية هو استهداف المواقع التى تتعلق بالمصالح الأمريكية فى مصر، بهدف الإضرار بعلاقات الولايات المتحدة مع مصر.

وأوضحت "معاريف" أن من السخرية أيضا أنه بعد 60 عاما من محاولات إسرائيل الإضرار بالعلاقات المصرية الأمريكية، وجدت إسرائيل نفسها مرتبطة رغما عنها بالعلاقات بين الجانبين ومدى التوتر فى تلك العلاقة إذ إنهما المسيطر الرئيسى والمهيمن الأساسى على أى مفاوضات تتعلق بقطاع غزة .

وبحسب الصحيفة فان الوثيقة التى أفرج عنها "أمان" لا تلقى الضوء على الطريقة التى عومل بها السجناء الإسرائيليون تلك الخلية داخل السجون المصرية وتعامل السلطات الإسرائيلية وقتها معهم بل تكشف عن تحالف وصداقة غريبة من نوعها ومفاجئة للجميع فى الوقت نفسه، فهذه الصداقة كانت مع عناصر جماعة الإخوان المحتجزين فى السجون التى اعتقل فيها عناصر الخلية الإسرائيلية.

وإنه فى 31 يناير عام 1955 حكم بالإعدام على اثنين من أعضاء الخلية الإسرائيلية، فيما تقررت عقوبة الحبس مع الأشغال الشاقة على 6 من أعضائها بينهم "روبرت داسا" الذى وثق شهادته لدى جهاز "أمان" الإسرائيلى .

وأضافت الصحيفة،أن هؤلاء المساجين قبعوا فى السجون المصرية لمدة 14 عاما،دون أى اهتمام بهم وعلى الرغم من سقوط آلاف الأسرى من الجنود المصريين فى أيدى إسرائيل والإفراج عنهم، فإن مصير هؤلاء ظل مهملا ولم تتم مناقشته بعد حربى 1956 و1967.

أما السجينة الإسرائيلية الوحيدة فى تلك القضية وتدعى "مارسيل بنينو" تبلغ من العمر حاليا "85 عام" فقد تحدثت إلى "معاريف" بمناسبة الكشف عن الوثيقة الجديدة وأكدت أنها لا تزال حتى اليوم تعانى من الكوابيس بسبب ما عانته فى السجون المصرية خلال فترة احتجازها على خلفية "فضيحة لافون"، فى حين أن الجاسوس "داسا" فضل الكشف عن علاقته الوطيدة التى أسسها مع عناصر جماعة الإخوان فى السجون آنذاك.

وأوضحت الصحيفة أن "داسا" قرر الكشف عن الصداقة التى كونها مع جماعة الإخوان فى السجون المصرية والتى كانت مفاجأة بالنسبة للجميع.

وقال "داسا": حتى دخلت السجن لم يسبق لى أن صادفت أيا من عناصر جماعة الإخوان صحيح أنهم كانوا نشطين ولكن لم يكن لديهم أى تحركات حقيقية ضد اليهود وكانت المرة الأولى التى ألتقى فيها الإخوان بشكل شخصى فى فترة السجن انتظارا للحكم فى "فضيحة لافون" فى السجن الحربى، حيث اعتقل مئات من عناصر الإخوان فى تلك الفترة على خلفية محاولة اغتيال الرئيس المصرى جمال عبدالناصر"

وأضاف إنهم : "كانوا يتعرضون للتعذيب كما تعرضنا بالضبط ولحسن حظى أننى كنت مريضا وعانيت من ارتفاع حاد فى درجة الحرارة، وهو ما دفع المسئولين وقتها إلى الرأفة بى ونقلى إلى العمل فى تحضير الطعام ونقله إلى الزنازين، وكنت أساعد أيضا فى حمل السجناء الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية، ووقتها كنت أحمل العديد من عناصر الجماعة وبينهم عدد من قادتهم.

وتابع:"لم يكن يفاجئنى أنهم لا يحبوننا كيهود حينها ولكن وقتها سألونى عن اسمى، وعرفوا بعدها أننى يهودى، وسرعان ما ارتبط اسمى بأننى الذى يساعدهم فى العلاج من جروحهم إذا تعرضوا لأى نوع من التعذيب وقد ساهمت فى علاج عدد من قادة الإخوان ومن بينهم "سيد قطب" و"الهضيبى" وآخرون وبدأت تدريجيا فى تكوين الصداقات بشكل ضئيل،واتضح لى أنهم عرفوا عنى كل شىء وأن قيادة الجماعة أعطتهم الضوء الأخضر للتعامل بشكل طبيعى مع السجناء اليهود كأنهم جزء منهم وتقاسمنا معهم السجائر والغذاء فى السجن خصوصا فى الوقت الذى تعمد فيه المسئولون فى السجون وقتها مضايقة الإخوان من خلال تشغيل أغانى أم كلثوم فى مكبرات الصوت، خصوصا الأغانى التى تتحدث عن نجاة عبدالناصر من محاولة الاغتيال .

وبحسب الصحيفة فقد أشار "داسا" إلى أنه فى إطار علاقة " الأخوة" التى ربطت اليهود بالإخوان فى السجون دارت محادثات عدة بين اليهود وقادة الإخوان كما شارك الطرفان فى الأنشطة الرياضية والثقافية المشتركة التى كانت تجرى داخل السجون وقتها، وكان اليهود وقتها ينضمون إلى صفوف الإخوان ؛ وأردف أن:"من بين أكثر من تحدثت إليهم القيادى الإخوانى سيد قطب، ومن خلال حديثى معه، أدركت أنه يرى فى الصراع اليهودى على أرض فلسطين نموذجا يمكن محاكاته فى مصر".

وقالت الصحيفة إن السجين الإسرائيلى يؤكد أنه لا يزال حتى اليوم هذا مستاء من التعامل الإسرائيلى مع قضيته ومن التجاهل التام لهذا الأمر خاصة بعد الثمن الباهظ الذى دفعته أسر هؤلاء المتهمين قائلا: " لم أكن أتوقع هذا قيل لنا وقتها إن لدينا أصدقاء فى إسرائيل سيساعدوننا كثيراً، ولكن هؤلاء الأصدقاء لم ينظروا إلى قضيتنا حتى" ؛ وأنه " عمل مراسلا صحفيا بعد أن عاد إلى إسرائيل.

وبعد توقيع اتفاقية السلام، طلب أن يعود إلى مصر للقاء بقية أفراد أسرته من خلال عمله كصحفى، إلا أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلى "الموساد" رفض تلك الفكرة تماما ومنعه من السفر إلى مصر موضحا أنه حين سافر رئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجن وقتها إلى الإسكندرية فى إطار مباحثات السلام، سمح له رئيس الوزراء بالسفر معه، وسمح الرئيس المصرى أنور السادات لأسرتى بالسفر إلى إسرائيل لزيارتى، وكانت هذه لفتة طيبة من جانبه.

ووصف فى تصريحاته لصحيفة "معاريف"،اغتيال الرئيس السادات بأنه بمثابة اغتيال فى سبيل السلام، مؤكداً أنه منذ ذلك الوقت وهو ينظر إلى من كانوا يوما أصدقاءه فى السجون على أن التاريخ أثبت ويثبت أنهم مرتبطون دوما إما بالاغتيال أو محاولات الاغتيال هكذا كانوا منذ عام 1928 عند تأسيس الجماعة وكان طبيعيا أن يجدوا أنفسهم فى أغلب الأوقات خارجين على القانون.

جدير بالذكر أن الوثيقة المؤرخة 20 يناير عام 1957، كتبت بعد عامين على القضية، وتضمنت اعترافات "داسا" عن يومياته فى سجن طرة الذى وصفه بالصعب والشاق وأرسلت إلى جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلى فى محاولة لفهم أوضاعهم إلا أن الغريب فى صياغة تلك الوثيقة هو أن الضابط الإسرائيلى "عزرائيل هرئيل" الضابط بالوحدة 131 بجهاز "أمان" وضع بعض المصطلحات الغريبة خلال صياغته الخطاب الذى أرفقه بتلك الوثيقة، حيث استخدم مصطلح "أسرى صهيون فى مصر".

وقال إن الحكم على أعضاء الخلية صدر فى عام 1954 على الرغم من أنه صدر فعلياً فى يناير عام 1955، ورجحت "معاريف" أن يكون السبب فى استخدامه تلك الإشارات هو انتماؤه لأحد الأجهزة السرية الإسرائيلية فى هذا الوقت.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
انشر في تيليجرام
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

مختارات
شاهد مصانع الارتقاء للبلاستيك - فيديو
صعدة برس - خاص
شاهد بالفيديو.. تفاصيل عملية "فجر الإنتصار" بمأرب
صعدة برس - وكالات
جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 2000 يوم "انفوجرافيك"
صعدة برس-متابعات
ست سنوات على العدوان على اليمن.. خسائر بالجملة
صعدة برس
شاهد.. ابشع مجزرة بحق 34 طفل و10 نساء بمنطقة صبر – صعدة
صعدة برس
ابشع مجزرة يرتكبها طيران العدوان السعودي في اليمن بحق معزين بالصالة الكبرى بصنعاء
صعدة برس
شاهد..جريمة قصف العدوان السعودي الأمريكي مديرية الجراحي جنوب الحديدة
صعدة برس
مشاهد مروعة لمجزرة طيران العدوان السعودي في مدينة يريم بإب
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
شاهد..Saudi Arabia crimes in Yemen جرائم التحالف السعودي في اليمن
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة صعدة برس الإخبارية)