صعدة برس -
في الوقت الذي يتزايد فيه المد الجنوبي الرافض للمشاركة في الحوار والمطالب بالانفصال تسعى السلطة الى تجفيف منابع التمويل للحراك الانفصالي ومحاصرة زعيمه علي البيض، وعلمت "الوسط" من مصادر دبلوماسية وثيقة أن السلطة في اليمن سعت لفتح قناة حوار مع ايران.
وقالت هذه المصادر إن الرئيس عبدربه هادي طلب من سلطنة عمان أثناء زيارته لها بداية الشهر الحالي التدخل في موضوع كهذا بغرض اقناعها بوقف تمويل الحراك الانفصالي وفي مقدمتهم علي سالم البيض، وبحسب هذا المصدر فإن اليمن في المقابل ستقوم بحفظ التحقيقات الخاصة بقضايا التجسس وتمويل الحوثيين بالسلاح والمال.
وفي مؤشر لنجاح المقايضة فقد أكدت مصادر عن توقيف البيض لمجمل الإعانات والمساعدات التي كان يقدمها لعدد من كيانات الحراك وعدد من الناشطين الجنوبيين، بالإضافة إلى ماكان يقدمه من تمويل لدورات إعلامية لإعلاميين محسوبين على الفصيل الذي يرأسه.
وفي موازاة ذلك كشفت مصادر وثيقة أخرى عن إيفاد الرئيس لنجله ناصر خلال الأسبوعين الماضيين إلى جهات أمنية في المملكة بغرض عرض نتائج التحقيقات الخاصة بما قيل إنها خلايا تجسس إيرانية تم القبض عليها في اليمن بقيادة أحد ضباط الحرس الثوري الإيراني وكذا العثور على أجزاء من مواد كانت نواة لمصنع صغير للأسلحة.
وكان الرئيس قد استقبل مدير وكالة "سي اي ايه" ديفيد باتريوس قبل تقديم استقالته بحوالي عشرة أيام الذي تقدم بها إلى أوباما في الثامن من نوفمبر الحالي عقب فضيحة اخلاقية.
وبحسب مصادر الوسط الوثيقة فإن هادي التقى باتريوس الذي جاء بزيارة سرية في منزله لساعات، وبحضور السفير الامريكي ودون علم الجهات ذات العلاقة في الحكومة اليمنية.
يشار إلى أن الوسط كانت قد انفردت بخبر استقبال الرئيس للأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات السابق ومبعوث العاهل السعودي الخاص الذي التقاه بشكل سري.
إلى ذلك وجه علي سالم البيض الرئيس الأسبق لدولة الجنوب رسالة إلى مجلس الأمن الدولي الذي من المقرر بأن يعقد جلسة خاصة له لمناقشة الوضع في اليمن الأسبوع القادم طالبه بأن يستخدم ولايته لحل الأزمة القائمة بين الشمال والجنوب بالاستناد الى اعلان فيينا الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عام 1993 الذي حسم الجدل حول تفسيرات إعلان"1960? و "1970? لصالح الحق في الانفصال كشكل من أشكال حق تقرير المصير لاستعادة دولة الجنوب كما حدث في استخدام الحق في الانسحاب أو الانفصال في بنغلادش وارتيريا وجنوب السودان، أو الحق في الحفاظ على الاستقلال إذا كان يمثل الإراده المستقلة لشعب يشغل إقليما محددا كما هو الحال، في تيمور الشرقية و جزيرة مايوتي في جزر القمر، أو في بورتوريكو، وكذلك الحق في حل الدولة وتغيير شكلها وطبيعتها كما حصل في الاتحاد السوفييتي و تشيكوسلوفاكيا.
كما طالب مجلس الأمن الاعتذار لشعب الجنوب وأن يعلن تقديره للنهج السلمي الذي يتبناه شعب الجنوب من أجل استعادة كرامته و دولته المستقلة، وتقديره له لدوره في نبذ العنف ومكافحة الإرهاب و أن يعبر مجلس الأمن عن أسفه لمعاناة هذا الشعب بسبب عدم تفعيل قراري مجلس الامن 924 و 931.
وكذا احترام إرادة شعب الجنوب المعبر عنها يوميا في ساحات النضال السلمي، هذه الإرادة الجمعية المطالبة باستعادة دولة الجنوب.
ويأتي تطور مثل هذا في إطار تحرك سعودي احتوى فصائل الحراك الذي بدأت فاعليته بلقاء العطاس، باعوم، الجفري في القاهرة ورفعهم السقف إلى حد المطالبة بالانفصال وهو مااعتبره سياسيون ربما بداية للدخول في الحوار تحت هذا السقف وقد توجه حسن باعوم مع نجله فادي إلى المملكة الذي سبقه اليها عبدالرحمن الجفري.
في الوقت الذي مازال الانقسام قائما بين التيار الداعي لإقامة فعالية الاحتفال بمناسبة الثلاثين من نوفمبر في المنصورة ويقوده تيار باعوم وبين التيار الداعي لإقامة الفعالية في المعلا ويقوده احمد الحسني التابع للبيض.
وقالت مصادر لـ"الوسط" أن الدكتور محمد حيدرة مسدوس والمتواجد في عدن يقود محاولات للتوفيق بين الفعاليتين في ظل تحضير الاصلاح لمسيرة مليونية بالمناسبة.